الريصاني/ 7 أبريل 2013/ومع/ احتضنت بلدية مولاي علي الشريف بالريصاني، اليوم الأحد، أشغال ندوة علمية حول "الفقيه العلامة ابراهيم ابن هلال السجلماسي"، لتسليط الضوء على أعمال هذا العالم وإبراز شخصيته واستجلاء القيم التي انبنى عليها فكره. وتأتي هذه الندوة، التي نظمها المجلس العلمي المحلي بالرشيدية بحضور بالخصوص عامل الاقليم السيد أحمد مرغيش وعدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية، في إطار الرغبة في الكشف عن شخصية ابن هلال السجلماسي (المتوفى عام 903 ه) ومساءلة أعماله وقيمتها من خلال مقاربة متعددة الجوانب. كما تروم هذه الندوة، التي تندرج ضمن سلسلة من الندوات الفكرية التي ينظمها المجلس العلمي المحلي للتعريف بعلماء تافيلالت، ملامسة إنتاجه الفكري وإلقاء الضوء على جوانب من شخصيته والتعريف بأحد أقطاب أعلام المغرب بالمنطقة على المستويات الدينية والعلمية. وقد أجمعت المداخلات، التي حضرها ثلة من العلماء والباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث منطقة سجلماسة، على القيمة التي تختزنها أعمال هذه الشخصية الموسوعية يتداخل فيها الاجتماعي والديني، فكان شخصية جامعة بين العالم والعارف بأمور الدين والدنيا، مبرزين أهمية حفظ الذاكرة الثقافية والعلمية لهذه الشخصية نظرا لما تجسده من إرث فكري يتعين استحضاره والاستفادة منه. كما شددوا على أهمية هذا اللقاء العلمي الذي يهدف إلى المساهمة في إلقاء الضوء على قطب من أقطاب منطقة تافيلالت الذين نذروا أنفسهم لخدمة الدين والعلم، مضيفا أن مثل هذه الندوات ستساهم أيضا في مزيد من الإشعاع العلمي والثقافي للمنطقة. وكان السيد مرغيش قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة أن هذا اللقاء العلمي يكتسي أهمية بالغة على اعتبار أنه يتناول بالدرس والتحليل أحد أبرز العلماء الذين ساهموا في الإشعاع الديني بمنطقة تافيلالت، إلى جانب التطرق إلى مختلف جوانب من سيرته العلمية. وأضاف أن تنظيم هذه الندوة العلمية يعكس الدور الهام الذي يضطلع به المجلس العلمي المحلي في التعريف بعلماء منطقة تافيلالت، فضلا عن المساهمة في تأطير الحقل الديني وإرشاد وتفقيه المواطنين في أمور الدين، من أجل ترسيخ القيم الإسلامية المثلى الداعية إلى التسامح، مضيفا أن من شأن مثل هذه اللقاءات العلمية التعريف بالتراث الفكري الذي زخرت به المنطقة على مر العصور، فضلا عن تكريس العناية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للحقل الديني بربوع المملكة وتشجيعه للمجالس العلمية. وأبرز عامل الإقليم، في هذا الإطار، المكانة التي تتبوأها منطقة تافيلالت العالمة في تاريخ الغرب الإسلامي، مؤكدا أنها تشكل "العمق الحضاري والسياسي للمغرب وتمتلك مخزونا علميا وحضاريا" تتباهى به بين عواصم العلم بالعالم الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه المنطقة احتضنت رجال أعلام أثروا الحقل العلمي والثقافي من خلال إنشائهم معاهد علمية ومدارس قرآنية. بدوره ذكر رئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية السيد ادريس مولودي أن منطقة تافيلالت كانت معروفة بإشعاعها الحضاري كأحد المراكز العلمية المتخصصة في مجالات الفقه واللغة والأصول مما أهلها لأن تكون قبلة لطلاب العلوم الدينية بمختلف تلاوينها، مؤكدا أن هذا اللقاء يأتي في إطار التعريف بعلماء سجلماسة والتعريف بتراثهم من خلال تحقيق وطبع المخطوطات التي تناولت حياتهم وأعمالهم الفكرية. وتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي، الذي عرف توزيع جوائز تكريمية على عدد من العلماء ورؤساء المجالس العلمية المحلية اعترافا بما أسدوه من خدمات علمية وفكرية، تنظيم جلستين علميتين، تناولت الأولى " ابن هلال : سيرته وشخصيته العلمية ومواقفه" من خلال مداخلات همت "ابن هلال : شخصيته ورحلات العلمية" و"التصوف عند ابن هلال" و"السياسة الشرعية عند ابن هلال" أما الجلسة العلمية الثانية فتناولت "منهج ابن هلال في التربية والتعليم والتأليف"، استعرض فيها المحاضرون مداخلات حول "منهج ابن هلال التربوي من خلال رسالته الى ابنه" ، فيما تطرقت المداخلة الثانية لموضوع " التطبيق المقاصدي في فقه النوازل عند ابن هلال"، أما المداخلة الثالثة فتناولت موضوع "مدرسة ابن هلال حلقة من حلقات الدرس العلمي بسجلماسة".