وسط أزمة تعيشها صناعة السيارات في العالم، أعلنت المغرب عزمها الحصول على فرصة لتسويق 100 ألف سيارة تنتجها عام 2010 في الأسواق السعودية. ووفقاً لمحمد العراقي رئيس أكبر شركة لتصنيع أجزاء المحرك بالمغرب، فإن مصنع "رينو" الذي أقامته شركة "نيسان" بالمنطقة الحرة في طنجة (شمال المغرب) مؤخراً، يطمع في عقد اتفاقات لتصدير جزء من إنتاجه إلى السوق السعودية مستفيداً من موقعه المتميز. وقال العراقي في حديث ل"الرياض" بعد زيارته جدة مؤخراً ضمن وفد مغربي ترأسه وزير التجارة الخارجية، إن المغرب يعيش حالياً ازدهاراً كبيراً في قطاع تجميع وتصنيع السيارات بعد أن أنشأت شركة "رينو- نيسان" التي تعد أكبر شركة في أوروبا ورابع شركة في العالم مصنعاً سيكون من أفضل المصانع العالمية وقد يصل إنتاجه إلى 400 ألف سيارة عام 2013. وأوضح أن المصنع سيستفيد من موقعه الجغرافي المتميز بالنظر إلى توسطه عدة أسواق دولية وإقليمية، ليصدر 85% من إنتاجه إلى الأسواق الخليجية والعربية والأوروبية، فيما ستخصص الحصة المتبقية للسوق المغربية. ولفت العراقي إلى أن الشركة أبرمت اتفاقية مع مصر ليتم تصدير سيارات من نوع "لوغان" إلى أسواقها خلال الأعوام المقبلة، وتتجه لإبرام اتفاقيات مماثلة مع دول عربية وأجنبية أخرى. وتحدث عن الأزمة العالمية وتأثيراتها، مبيناً أنها لم تؤثر على الاقتصاد المغربي في كثير من القطاعات ومن أهمها قطاع صناعة السيارات، ما جعلها محط أنظار لكثير من الشركات العالمية لتكون محطة انطلاق لإنتاجها. وأضاف:" إنتاج المصنع في المغرب سيقدم سيارات ذات جودة كبيرة وسيوفرهاً بأعداد كبيرة تغطي احتياجات الأسواق المجاورة وستكون تكلفتها معقولة". وتعيش صناعة السيارات أزمة قوية مع انخفاض حاد في مبيعاتها أنتجته التغيرات الاقتصادية الأخيرة، ويرشح رؤساء شركات أوروبية ويابانية طول أمد هذه الأزمة. وكان العراقي ضمن وفد تجاري مغربي رسمي ترأسه وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز، عقد لقاء في الغرفة التجارية الصناعية بجدة بحث خلاله طرق زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وأكدت المغرب خلال اللقاء جاهزيتها لاستقطاب استثمارات سعودية خلال المرحلة المقبلة في القطاع الزراعي للميزة النسبية التي تمتلكها أراضيها. وبحسب وزير التجارة الخارجية المغربي فإن إمكانيات المغرب في المجال الزراعي تجعلها مؤهلة لجذب استثمارات من السعودية تحقيقاً للأمن الغذائي الذي تطمح إليه، مستدركاً بقوله:" هناك فرص ضخمة في مجال إنتاج الحبوب الغذائية". وأوضح معزوز أن هذه الفرص الاستثمارية التي توفرها المغرب حالياً للسعوديين تأتي متوافقة مع تشجيع الحكومة السعودية لرجال الأعمال فيها بضخ استثمارات ضخمة في أنشطة زراعية بالخارج. ولفت إلى أن الغرض الأساس من زيارته الحالية للمغرب هو دعم التبادل التجاري بين السعودية وبلاده، واصفاً حجم التجارة البينية بغير المأمول. وزاد:" لابد من توسيع حجم التبادل التجاري بين المغرب والسعودية وصولا إلى تحقيق تكامل اقتصادي يقوم على أسس متينة في شتى المجالات، وما نتمناه علاقة تصل للتكامل المربح .. حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى لمستوى العلاقات المتطورة بين الشعبين".