عبد اللطيف قسطاني يعتبر مركز تصفية الدم المفتتح حديثا بمدينة الرشيدية مفخرة حقيقية للإقليم ككل، ولساكنته الذين سعوا حثيثا لتحقيق هذا المكتسب الذي سيخفف لا محالة من معاناة مرضى القصور الكلوي المنحدرين من إقليمالرشيدية، خصوصا منهم الذين أضحوا لاجئين فوق العادة بمدن وأقاليم الوطن الأخرى بحثا عن فرصة أخرى للعيش ولو عبر أسلاك آلات تصفية الدماء.
وإذا كانت ظروف اشتغال المركز القديم بمستشفى مولاي علي الشريف، قد خلفت لائحة انتظار طويلة لمرضى ينتظرون دورهم الذي قد لا يأتي، حتى بعد افتتاح مركز كلميمة الذي لم يساهم بشكل كبير في حل معضلة لائحة الانتظار، خصوصا أمام الخصاص المهول في الموارد البشرية، مما يخلق عجزا حقيقيا في أداء المركز رغم تجهيزاته المتطورة.
ومع افتتاح المركز الجديد لتصفية الدم بالرشيدية، خلقت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة لجنة أسمتها لجنة الأخلاقيات، مكونة من المندوب الإقليمي، والأطباء المشرفين على مركزي تصفية الدم بالإقليم، ومجموعة من الفعاليات الطبية وغير الطبية المهتمة بدعم مرضى القصور الكلوي.. من اختصاصاتها البث في الملفات المطروحة أمامها لطلب الاستفادة من خدمات مركز تصفية الدم الجديد.
لجنة الأخلاقيات التي بدأت في ممارسة مهامها، اجتمعت بقاعة الاجتماعات بمركز تصفية الدم بالرشيدية عشية يوم الخميس 2 فبراير 2012 على الساعة الرابعة، للبث أولا في الملفات المدرجة بلائحة الانتظار، ثم للبث في شروط الاستفادة من خدمات المركز حسب الإمكانيات المتاحة، ليتم الاتفاق بداية على ضرورة الانحدار من الإقليم كشرط أساسي لقبول الملف قبل البث فيه من طرف اللجنة، ويتكون ملف طلب الاستفادة من خدمات المركز من الوثائق التالية: 1. عقد الازدياد. 2. شهادة السكنى. 3. بطاقة التعريف الوطنية. 4. شهادة مدرسية أو جامعية (بالنسبة للتلاميذ والطلبة). 5. شهادة العمل أو عدم العمل. 6. ما يثبت الانخراط في إحدى منظمات التأمين ك: CNOPS,CNSS,RAMED أو شهادة عدم الاستفادة من الضمان الاجتماعي. 7. الملف الطبي ويتكون من: o شهادة تثبت حالة القصور الكلوي التام. o شهادة وضع خلاطة دموية Fistule artério ureineuse. o التحاليل دموية التالية: Urée, crétinime, ionogramme complet, sérologie hépatite B et C. وللإشارة فالإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية البيومترية يعفي صاحبها من الإدلاء بعقد الازدياد وشهادة السكنى، كما سيتم اللجوء إلى بحث اجتماعي من طرف الأخصائية الاجتماعية لمركز تصفية الدم بمكان إقامة طالب الاستفادة من خدمات المركز بالنسبة للملفات المقبولة مبدئيا. اجتماع لجنة الأخلاقيات استمر حتى الساعة السادسة بعد الزوال، للحسم في الأسماء المدرجة بلائحة الانتظار، ويتعلق الأمر ب 25 حالة تطلب الاستفادة من خدمات المركز، تم البث فيها بقبول 20 ملفا قبولا نهائيا يدخل حيز التنفيذ انطلاقا من فاتح مارس المقبل، في حين تمت إحالة 3 ملفات على الأخصائية الاجتماعية لدراستها وتقديم تقريرها للجنة خلال اجتماعها المقبل، في الوقت الذي تم رفض طلبين لعدم استيفائهما للشروط الموضوعة للاستفادة من خدمات المركز. وتبقى الإشارة في ختام مقالنا هذا، أن اشتراط الانحدار من إقليمالرشيدية، ودراسة الملفات قبل قبولها أو رفضها، استدعته إكراهات المركز الذي رغم أنه يعتبر جوهرة حقيقية ومكسبا حقيقيا للإقليم ولساكنته، فإن ظروف الاشتغال به لا ترقى حاليا إلى حالته العادية وبالأحرى الوصول إلى مستويات أرقى من الخدمات نظرا إلى الخصاص المهول في الموارد البشرية مما يشكل عبئا حقيقيا على الطاقم الطبي والشبه الطبي الذي يشتغل في ظروف شبه مستحيلة لتقديم خدمات الاستشفاء لما يقارب 80 مستفيدا ما بين مركزي الرشيدية وكلميمة، مما يستدعي تفكيرا جديا على صعيد الوزارة الوصية، ومنتخبي الإقليم، بل وحتى مكونات المجتمع المدني، للبحث عن سبل حل هذه المعضلة للمساهمة في رفع المعاناة عن مرضى هذا الداء المزمن بإقليمالرشيدية.