امرأة في وسط العمر فقدت الزوج المرافق والمنفق،نال منها الفقر والفاقة،وهاهي اليوم على وشك وضع حملها والعين بصيرة ولكن اليد قصيرة. على ضوء السراج المنير بفتيلة. وضعت خدها على يدها وأسلمت النفس لنوم عميق. ورأت فيما يرى النائم شيخا وقورا بلحية كثة بيضاء، ينادي عليها: - ياأمة الله ، لاتحزني ولا تجزعي، وقري عينا! ردت قائلة: - كيف لا أقلق ياسيدي ولا معيل وعقيقة المولود المقبل إن شاء الله، على قرب مني وشيك! - لا عليك إن رحمة الله قريب من المحسنين.اذهبي إلى قصر أولاد يوسف واقصدي رجلا كريما يدعى" خالي" و اطلبي بغيتك منه ، وسيكون خيرا. استيقظت المسكينة ، وهي تنادي على الرجل الذي ساقه الله إليها ليدلها على من يفرج كربتها. فأدركت أنها إنما كانت في حلم. واسترجعت ماقاله الرجل. وتسائلت مع نفسها عن مدى صدق مارأت. وغمرت كيانها مشاعر الثقة والتصديق لما رأت وسمعت. فتوجهت مع بكور الصباح إلى القصر المذكور وسألت عن دار خالي ودلها بعض النسوة على البيت. طرقت الباب ،ثم بعد ذلك خرج رجل بلحية شديدة السواد . - السلام عليكم ورحمة الله من؟ ردت باستحياء ، وعليكم السلام ورحمة الله، سيدي جئت أسأل عن السيد خالي. - نعم أنا هو . - لقد رأيت في منامي شيخا جليلا دلني عليك لتساعدني على القيام بعقيقة مولودي . دخل إلى البيت حاملا مقادير مالية مجزأة فمنحها مقدارا. وقال: - أعيدي علي مارأيت. وكانت كلما أعادت الرؤيا زادها مما أوتي من فضل الله. فرجعت إلى بلدتها، وهي تدعو للرجل الجواد بالخير وطول العمر، شاكرة لله فرجه ورحمته.