على َطرفٍ آخر مِن فُسْحة العُمر أمامي استحالاتٌ تُبدِّلُ ألوانَ السِّحر. تُغوي، كما لو أنَّها قبضُ الرَّغبة ِ ثمَّ...تهْوي، نَيْزكَ أفراح ٍ يَخبو في سَماء الخوْفِ. وورائي حَفيفُ الذكْرياتِ ، أخشىٰ عليها مسافة َ الغياب ِ وانْعطافَ الدرْبِ .
هكذا أُطلُّ عليَّ في اختمار الصَّبر، فارغاً مني مُكتظّاً بأوْهام الدَّهرِ . مَنْ جاء بي إليَّ، في الكُهولة ِ واسْتحالةِ الطُّفولة : غريبان ِ، أنا، في جسدٍ، غاربٍ في شرودِه مُشرق ٍ في تقصِّي الآمال ِ.. تَتَعاورُه الأحْلامُ . أكادُ ألهجُ باسْمي البعيدِ، وتكادُ الأصداءُ تحفظ ُمَجْد النشيدِ. لولا أنِّي ، أخْشى حَرجَ النُّكران... لوْ أنَّ الصوتَ لا يذوبُ في عراء العُمر ِالمديد ِ، لو أنَّ الطفلَ لا يَعفّ، في حَضرة التّجاعيدِ ووحشةِ المكانْ.
هل أ ُحبُّني.... كما لمْ أنتبهْ إلى قلبٍ غرير ٍ يركضُ خلفَ السِّربِ وينساني في رهان ِ اللحظةِ العاثرة ْ ..؟ وكمْ حَسراتٍ أزيحُ عن نبْض ِ دمي ِليفرحَ الأملُ المطمورُ في السُّويْداء ِ؟
هل أكرهُني....؟ وليس لي من فكاكٍ ، عن ماض ٍ يَلبسُني وليسَ لي ما أخلعُ في حضْرتي لأمْقتَني. سِوىٰ حَاضرٍ َيدلجُ بي، في ُطرق ِ الخيباتِ .
ِصنْوان يَكتمِلان فيَّ لأنقصَ في التَّفرُّدِ مُذاباً في قدَح ِ الصَّمت ِ. وأزيدَ في التَّعدُّد ِ لاهجا بقوَّة الأحْوال ِ ... مُزدحماً بي، فارغا مِنِّي، يفيضُ بي نبضُ القلبِ على هامِش الإصْغاء ِ .
هَلْ أنساني... ولا أذكُرني طرْفة حُبّ ٍ، في مُفترق العُمر، وحَشرجة الكلام ِ..؟ أتركُ خطوي عِند قارعة التَّعب ِ ولا أمْتطي لِساني لأفكَ عُزلة الأحْلامِ. ..؟
كمْ أنساني، وينتبهُ الشعرُ إلى غياب ٍ هامس ٍ في رُكن قَصِيٍّ من الكِيّان ِ...... يَرتدّ إليَّ بضوْء ٍ وإيقاع ٍ وألوان ٍ . كم أرْساني ، على مرافئ َ، لم تكن لي في الحُسبان ِ. وأعْلاني فوق ما رسَّب الوَجعُ المريرُ مِن َطمْي الذكرىٰ وقشِّ الأماني .
على طرفٍ آخر من فُسحة العُمر أ ُشرعُ أبْهائي ، وأعْرضُ ما تسرَّب من جِراب النسيان ، هُنيهات ، تكفي بياضَ العمر في قمَّة الهَرم ِ: شلالُ ماءٍ شفيف يجري بما لا يشتهي الموتُ إلى َسفْح حُلم ِ، ينسابُ جدولُ الشعر ، قريباً من كنَف ِالرُّوح ِ وغابِ الشَّدْو. أصْطادُ ما طابَ من سَمكِ الذكرىٰ ، بخيْط إصْغاءٍ وشصٍّ من الصَّبر. ليَ عرْشٌ على شَط ِّالرغبة، يسْتوي ومَراوحُ في كفِّ الرِّيح ِ تهشُّ على وحدتي وموسيقى من حفيف ٍ، وعندلة ٍ تزْهُو مع زخَّاتِ المطر. ها إني ألقاني، في الطرف الآخر من فسحة الشِّعر في خريف اللغو ِ بليغا في الصَّمْت ِ مثلَ عُرجون الجَنوب ِِ مُتْرعاًًًًً بالحُبِّ والعَسل ِ.. ألقاني في الطرفِ الآخر مِنِّي بخُضرة النَّخْل ِ المُتفرِّس ِ في الرَّمْل ِ كما لو أنِّي لم أضيِّعْ ألواني . محمد شاكر أكتوبر 2011