موازاة مع الحملة الطبية التي تنظمها الرابطة الطبية للمساعدة على النمو بين أوفيرني والمغرب، Association Médicale d'Aide au Développement entre l'Auvergne et le Maroc المعروفة اختصارا ب: "AMDAM"، بإقليمي الراشيدية وميدلت، ما بين فاتح وتاسع أكتوبر الجاري، استضاف المركز الاستشفائي المحلي 20 غشت بكلميمة منذ يوم الأحد ثاني أيام الحملة الطبية فريق طبيا مكونا من 10 أطباء مقسمين على التخصصات التالية: ̈ الجراحة العامة ̈ جراحة النساء ̈ جراحة الأطفال
والجدير بالذكر أن رابطة "AMDAM" التي تنظم هذه السنة حملتها السادسة، على مدار السنوات الست الأخيرة، يترأسها طبيب مغربي منحدر من مدينة الريش، الدكتور عبد العزيز عمار، طبيب مختص في الإنعاش والتخدير الطبي، وقد دأبت الرابطة على تنظيم هذه الحملات بتنسيق مع كل من وزارة الصحة ووزارة الخارجية والوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالمغرب، موجهة خدماتها للفئات المعوزة خصوصا بأقاليم الجنوب الشرقي التي تعد أغلبية ساكنتها من الأسر الفقيرة.
الحملة الطبية التي عرفها المركز الاستشفائي المحلي 20 غشت بكلميمة، والتي لازالت مستمرة إلى حدود كتابة هذه السطور، عرفت إقبالا كبيرا من طرف المرضى المستهدفين، ليس فقط من مرضى مدينة كلميمة ونواحيها، بل وحتى من الرشيدية والريش وإملشيل الذين لم يستفيدوا من خدمات الطاقم الطبي المتواجد بالمركز الاستشفائي الإقليمي مولاي علي الشريف بالرشيدية.
خدمات الفريق الطبي الذي حل بمدينة كلميمة انقسمت على الشكل التالي:
الطاقم الطبي الذي سبق له أن زار مدينة كلميمة السنة الماضية، كان سعيدا بالاستقبال الذي حظي به، وأشاد بالطاقم الطبي والشبه الطبي المغربي الذي ساهم بشكل كبير في هذه الحملة، خصوصا الدكتور بوبكر بوسلامي رئيس القطب الطبي للمركز الاستشفائي المحلي 20 غشت، الذي ساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط الكبير الذي كان سيتحمله الطاقم الطبي الفرنسي، بتحمله مسؤولية إجراء العديد من العمليات الجراحية رفقة طاقمه المحلي.
الحملة الطبية عرفت مجموعة من الحالات الطبية الخطيرة، كحالة المرأة التي اكتشفت إصابتها بداء سرطان الثدي، مما استدعى تدخلا جراحيا مستعجلا لاستئصال الثدي المصاب وتحويلها إلى المعهد الوطني للأنكولوجيا مولاي عبد الله بالرباط لاستكمال إجراءات الاستشفاء، وحالة المرأة التي أجريت لها عملية دقيقة لاستئصال الرحم دون اللجوء إلى أي تدخل جراحي، ودون أي تأثير يذكر على قرون الرحم.
وإذا كانت الحملة الطبية قد أنقذت الكثير من الأرواح، وساهمت في إدخال الفرحة على قلوب مرضى فقدوا الأمل في العلاج لقلة اليد، فإنها أيضا أيقظت حسرتنا على حال قطاع الصحة بالإقليم، الذي ينتظر السكتة القلبية، مادام مرتبطا بحملات كهاته تظهر وتغيب، دون أي تفكير جدي في تطوير خدمات هذا القطاع الحيوي الذي صار وصمة عار على جبين وزارة الصحة بهذا الإقليم المهمش.
فهل سيبقى مقدرا علينا انتظار الحملات الطبية لإنقاذ بعض الأرواح في إقليمنا المريض أصلا؟؟ وهل نحن في حاجة لحملة طبية توقظ ضمير وزارتنا الوصية والمسؤولين عنها من حالة الغيبوبة التي دخلها منذ زمن دون أي أمل بأن يخرج منها؟؟؟ أم أن معجزة ستحل علينا حاملة معها حلا سحريا ينقذ قطاع صحتنا بإقليم العلويين من السكتة المنتظرة؟؟؟؟