قلعة مسكي بعد معركة الرجل بمسكي بتاريخ 9/7/1916 والتي اعتبرها الفرنسيون بوابة للدخول إلى تافيلالت, بقي دوري بفريقه المتحرك لبودنيب في مواجهة المجاهدين بكل من اوفوس , تيزيمي ,المعاضيد والريصاني. وبعد أحداث تيغمرت الشهيرة التي حاصر فيها المجاهدون هذه القصبة ' واغتال الضابط الوستري ( Oustry) بتاريخ 3/7/1918(1) والذي اعتبرت فرنسا اغتياله يوازي فقدان ثلث جيشها بالمركز,حيث كان يعمل جسوسا بالمنطقة ودلك قبل عام 1908م مما دفع باليوطي Maréchal lyautey الى أمر دوري بإخلاء تيغمرت وتم ذلك بتاريخ15/10/1918,على الساعة 7 مساء .هاذين العاملين أتاحا الفرصة للثائر مبارك بن الحسين التوزونيني (الذي يعرف عند الفرنسيين بالشريف Moha N'ifroten) للتحرك , حيث استقر بقصر أبو عام ونصب نفسه سلطانا ' وبعد تصفيته الحسابات (بالإعدام ,الاجلاء,التسيب,...) مع عدد من أعيان وعلماء تافيلالت' أصبح ينادي بالجهاد لإجلاء الفرنسيين من ارفود وتيزيمي وبودنيب.. وبتقمصه دعوة الجهاد فقد احتضن إلى جانب تافيلالت كل من الرتب ومدغرة وأصبح له نفود كثير. وبتاريخ27/11/1918 قسم قواده وجنوده الى فرق على المنطقة لنسف مراكز العدو نذكر منها ما يلي: 1- خليفته بنقاسم النكادي على رأس 600 مجاهد بتيزيمي. 2- مولاي مبارك بن ادريس على رأس 600 مجاهد بقصر أولاد الحاج بمدغرة.(2) 3- محمد بن الحاج بكراندو. وبتاريخ19/12/1918 تعزز نفود المجاهدين بالمنطقة حيث وصل إلى مسكي 3000(3 ) مجاهد من ايت عطى وفيلالة...بعدما أن كان أهل الغرفة قد نزلوا بزاوية سيدي أبو عبد الله. وبالموازاة مع دلك أرسل التوزونيني رسائل إلى جميع النواحي للحث على الجهاد وصلت الى تلسينت... وبتاريخ15/1/1919 هاجم المجاهدون النازلون بقصر أولاد الحاج مركز قصر السوق وحاولوا نسف الصور لكن لم يتمكنوا. .(4) .وبالمقابل عزز المقيم العام صفوف الجنرال بوميرو بالجيوش والمعدات التي و صلت الى بوبرنوس يوم 14/1/1919 وقصر السوق يوم15/1/ 1919 م حيث نزلوا أما قصور أولاد الحاج, الزاوية البكرية,القصر البراني.(5) والمكونة من: 1-المجموعة الاولى يقودها:le colonel mayade 2-المجموعة الثانية يقودها:le colonel Huré 3-الطيران: 12 طائرة(6) وفي نفس اليوم قصف العدو المجاهدين المرابطين بمسكي برا وجوا والحقوا بالمجاهدين خسائر فادحة في الأرواح , ما يربوا عن 3000 شهيد (7). وقد شارك في هذه المعركة مولاي احمد بن محمد بن الحسن السبيعي-الشريف المحمدي العلوي من قصر ابو عام الذي ساير حفر الخنادق على ضفة وادي مسكي الى جانب كبار القبائل من ايت عطى وايت مرغاد وايت خليفة وايت حمو والشرفاء وعرب الصباح .... ومن بين شهداء هذه الوقعة على حضنا و موحى الحوالو وحمو إبراهيم من ملعب (8) .أما في صفوف الفرنسيين فقد جرح الجنيرال بوميرو وخلفه الكنونيل مياض في مهامه إلى أن شفي ورجع بتاريخ3/9/1919. وقد تحدثت جريدة المساء الفرنسية عن هذا الحدث في وقته.(9) . وبنفس التاريخ أي 15/1/1919 قبل توجه العدو الى مسكي قصف المجاهدين المرابطين بقصر أولاد الحاج بقيادة مولاي امبارك بن إدريس الذي حاول نسف صور مركز قصر السوق. وخلف خسائر في الأرواح حيث سقط شهيدا ْحسناوي علالي بن الطالب احمد ْ الذي كان ناظر أوقاف مسجد أولاد بوناجي , واعدم 9 أفراد من الجماعة السلالية لقصر أولاد الحاج, وفرضت على أهل مدغرة كلها دية الحرب ,1100 ريال حسني(10) لكل رب عائلة وأفرغوا كل : من قصر أولاد الحاج وزاوية مولاي البكري والقصر البراني واسرير من محتوياتها من الأثاث والدواب والماشية و المؤن وتركوا البيوت خاوية على عروشها. خلال هذه المعركة استعمل الجيش الفرنسي الطائرات المروحية لأول مرة في المنطقة التي ساعدته على التفوق على المجاهدين وذلك بشن غارات جوية على جميع قصور مدغرة ورميها بالقدائف(11). *الهوامش
(1) ص 60 الكفاح المغربي المسلح في حلقات- المعسول ج16 ص 307- فاونو ص:250 .( 2) المعسول الجزء 16 ص 307 (3) برقية الجنرال بوميرو الى المقيم العام رقم3317 بتاريخ20/12/1918 (4) المعسول الجزء 16 ص 307- برقية الجنرال ليوطي إلى الجنرال رئيس القوات الفرنسية بإفريقيا: رقمAN475 Ap/122 بتاريخ 15/1/1919م (5) : المعسول الجزء 16 ص308وهي على الشكل (6)برقية الجنرال ليوطي إلى الجنرال رئيس القوات الفرنسية بإفريقيا: رقمAN475 Ap/122 بتاريخ 15/1/1919م (7) ص 36 الكفاح المسلح المغربي في صفحات (8) المصر السابق7 ص271. (9) انظر المرفقة1 صورة شمسية لنص المقال. (10) المعسول جزء 16 والتقرير السياسي الدي رفعه بوميرو الى المقيم العام حول بعد وقعة مسكي وبعد رجوعه الى المنطقة بتاريخ15/1/1919 (11) صوة لآثار القادفات بسور قصر اولاد الحاج القديم. (9) جريدة المساء الفرنسية لعام 22 يناير 1919 عدد 9187 (11) صورة لآثار القدائف بسور قصر أولاد الحاج القديم بقايا لمركز مسكي الذي بناه بوميرو سنة 1919