إلى من وهبونا عقولهم و ظلوا يحرسون الطرقات و المطر كي لا تفر أمام أقدامنا, أمام عيوننا و في سماءنا 1 إلى هشام حين يتكئ في شارع مولاي يوسف و ينتظر أن يمر الزمان و أن يظل قصر السوق هادئا و لو في الأحلام. هشام ! يا صوتا يوقظ في الإنسان الإنسان و أنت الذي منحت ظهرك للحياة و استقبلت السماء بلفافة دخان و علت محياك ابتسامة ساخرة ساخرة من بلادة الإنسان كل من مر قدامك أهداك السلام و أعدته إلينا كرجع الصدى في غار زعبل في شعاب حمدون بقينا نمر قدامك نحمل الأسفار و الأحزان و لم نفهم أنك وصلت أقصى حدود الارتقاء مررت و تركتنا حجارة على الرصيف مقاعد في حر الصيف و أهديتنا زمنا منشغلا برحابة السؤال صامتا في شفتيك صاخبا في ظلال الأشجار يا هشام ! رحلت و تركتنا في نفس المكان نطوف حيرى كالمجانين أو كما طافت العرب حول الأوثان 2 إلى مولاي إدريس الذي عطر التراب بعرق الأقدام, فأنجبت أرضنا حفاة لكن أحرار مولاي إدريس ! أنت وحدك تملك كل الإجابات تسكن علبة سجائر و ثقاب و كراسي المقاهي و حلاوة الشاي و تغتسل بالرمل و بالكلام و بالدروب الملتوية في الفؤاد رجلاك الحافيتان شهادة على مكر الزمان أو على توحد التراب بالأجسام كم من سيجارة دخنت و في كل مرة تقبض على الدخان تعلبه في سيجارة و تنتظر الحياة سرداب أحزان و حزنك تخفيه في غشاوة العينين في هدير الحافلات و في رحيل الأحبة و انهيار الأطلال حزنك شربناه في مرارة قهوة الصباح في تعب الحياة و ما أدركنا معناه. 3 إلى حميد و حسن هذا الثنائي الذي صاحب الزمن و الصمت و الفراغ و ظلا وفيين للإسفلت و الأرصفة حسن و حميد ! يا صورتا اليتم في بلادي متدحرجا في الأزقة و في النفايات كعجلة بدون فرامل تدوس براءة الأطفال تبحث عن نغم الحياة عن سر البسمة في الشفاه في موسيقى منبهات السيارات في شرود النظرات حسن و حميد ! فراشتان يحرقهما النسيان و يتجددان فراشتان يحرقهما الإهمال و لا يسألان ينتظران انصهارا في وداعة الإنسان و لا إنسان سوى هياكل مملوءة بالأوهام و أفواه تقضم مرارة الزمان و تلحوا دسما من تعب الأيام. و إلى كل من لازال يجوب طرقاتك يا بلادي !