بموازاة أيامها المفتوحة، نظمت الثانوية التقنية التأهيلية بالرشيدية، يوم الجمعة 20 مارس 2009، بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية ومندوبية الشؤون الثقافية، لقاءً ثقافيا/أدبيا، قُدّمت خلاله، قراءات في الرواية الجديدة للأستاذ حسن لشهب : "المرفأ الآخر" . ترأس جلسة القراءات، د. سعيد كريمي، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات ورئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، وحضرها النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ومندوب وزارة الشؤون الثقافية بالرشيدية ومدير المؤسسة، ومجموعة من الأساتذة والإداريين والمهتمين والطلبة والتلاميذ ... 1 القراءة الأولى، قدمها الأستاذ م.عبد الرحمان العمري، الأستاذ المبرز بثانوية ابن طاهر والكلية المتعددة التخصصات، والمهتم بنقد الرواية على الخصوص ، وحملت عنوان: "الجدل الروائي في المرفأ الأخير". وركزت على : الجدل الديالكتيكي من خلال مجموعة من الثنائيات بالرواية . الجدل بمعناه العام : الفلسفي/ الأدبي الحب/ الفكر الجسد / الحلم ... الجدل الداخلي بما هو مونولوغ متفاعل (الغموض/ التعدد الحكمة / الشبق ... وتناول القارئ بعد ذلك مسألة مرجعية الروائي من خلال خيار النموذجين: البلزاسي (نسبة إلى بلزاك) والفلوبيري (صاحب مدام بوفاري) . وختم بالقول إن عمل الأستاذ لشهب الجديد، رواية للحكمة، للنقاش الفلسفي من خلال العمل الأدبي، عمل منغلق ومنفتح في الآن نفسه ... 2 المداخلة/ القراءة الثانية، كانت من تقديم د. أحمد الطايعي، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات وبالثانوية التقنية (له دراسات نقدية ومساهمات في لقاءات محلية ووطنية)، الذي عدَل كما ذكر، عن مداخلة : "ثيمة الصمت في المرفأ الأخير" إلى : "مقدمات توجيهية في قراءة المرفأ الأخير"، بإيحاء من بعض أحكام القيمة التي استقاها من بعض التلاميذ والطلبة الذين قرؤوا الرواية . من نقاط المداخلة : في معنى الذات المبدعة . استراتيجيات القراءة (الاستكشافية المُغرضة القراءة ومحاكاة الواقع ...) الرواية والسيرة الذاتية . رواية المرفأ الآخر فضاء للأسئلة الفلسفية/ الاجتماعية/ الأدبية ... الكتابة والتلقي وإشكالية الالتقاء . ضرورة الوعي باختلاف اللغة الأدبية التخييلية عن اللغة التقريرية الوظيفية ... 3 المداخلة الثالثة قدمها الأستاذ المبرز العامل بالثانوية التقنية وبالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، الأستاذ عبد الكبير جورجي ، تحت عنوان : "متعة قراءة المرفأ الأخير" . فبعد تقديم ملخص وجيز للرواية، ذكر أن خصوصية العمل الروائي تكمن في اختيارات مؤلفه السردية والثيماتيكية وفي الأثر (الوقع) الذي يحدثه في المتلقي . ومن النقاط التي توقف عندها : ثيمات الرواية شخوصها مبدأ التناوب السردي المونولوغ ازدواجية الأصوات عدم التزام البناء الخطي للسرد عدم التحديد الدقيق لعنصري الزمن والمكان الحكاية داخل الحكاية التشويق واستمتاع المتلقي بإعادة تركيب معطيات الرواية مسألة الغيرية التناص أثر التكوين الفكري (الفلسفي) للكاتب في الرواية المسار التعليمي/ التحسيسي للبطلة (هيلين) ... 4 بدوره ساهم د. سعيد كريمي بمداخلة عنونَها : "حاشية على رواية المرفأ الأخير" ، استهلها بالقول إن رواية ذ. حسن لشهب هي رواية للجسد بامتياز ، بمرجعية فكرة النفي للثورة الطلابية لسنة 1968 بأوربا (من خلال البطل : جان بيير) . من نقاط المداخلة : منظور مغاير للجسد لدى عمر(أحد أبطال الرواية) شفاء البطلة (هيلين) عن طريق حكمة عمر رواية المرفأ رواية طرح الأسئلة الفلسفية الكبرى (المهم طرح الأسئلة، لا تقديم الإجابات ) وظيفة الاستشهادات والنصوص الفلسفية (نيتشه على الخصوص) والشعرية والملحونة (التهامي المدغري) في الرواية إبراز الشخصية المميزة للمنطقة (الرشيدية) ... النقاش الذي أعقب المداخلات أغنى اللقاء وأتاح تقديم إضافات مفيدة (دور اللقاءات الثقافية الموازية في إغناء مكتسبات التلاميذ والطلبة تكامل القراءات وغناها تلقي الرواية والأدب عامة الخلفية الثقافية/ الاجتماعية/ الدينية و"قراءة" الأدب الأدب والفلسفة قضية علاقة الشرق بالغرب في الرواية العربية ...) ختم اللقاء بكلمة وجيزة للأستاذ حسن لشهب، مؤلف الرواية، لخصها بقوله : إنه الآن، مجرد قارئ لروايته، مثل باقي القراء، وأن الخيط الرابط، في رأيه، بين معطيات الرواية هو أن هاجس المثقف المغربي (العربي) الآن، هو إدراك الحقيقة، لا امتلاك الجسد . ومعلوم أنه قد صدرت لحسن لشهب ، سنة 2005 رواية تحمل عنوان : "صخب الأيام" ، كما أنه ينشر قصصا قصيرة وقصائد شعرية ومقالات مختلفة في المنابر الوطنية .