لما اقترح الإخوة في الكلية المتعددة التخصصات، ونحن في جمعية قبس للثقافة والسينما في غمرة التحضير لمهرجاننا السينمائي السادس رفقة الكلية إياها، تكريم الفنانة شريفة الحمري، قلنا مع أنفسنا: هي ذي فرصة جديرة بأهدافنا في الجمعية، فرصة لسقي وردة الفن، الوردة التي نبتت بتربة خصبة، تربة تافيلالت ( الرشيدية ) وامتد شذاها ليعم أرجاء وطننا العزيز. هكذا بدون أدنى تردد في جمعية قبس، فرحنا بأن تكون إحدى اللحظات الجميلة من فقرات المهرجان السادس لحظة تكريم الفنانة المبدعة، اعترافا بعطائها الفني الباذخ؛ وهو العطاء الذي لا تزال شريفة تصعد قطارها كلما سنحت فرصة الخيال. شريفة التي أبدعت في الكثير من ألوان الفنون، في التشكيل والكتابة والدراما والتنشيط. شريفة التي منذ أن فتحت عينيها على سماء الحياة، وجدت هذه السماء زرقاء أكثر من اللازم. وكانت ولا تزال النتيجة أن لخيالها سماء أيضا، سماء لا تمطر سوى جمالا وحبا. إن التفكير في تكريم مبدعة من قامة شريفة الحمري، لهو بحق تكريم للفن والخيال الخلاق، وهو حرص على أن تظل رئتنا تتنفس أيضا هواء الفن والجمال. وبهذا تكون الكلية المتعددة التخصصات بمعية جمعية قبس، إذ تكرمان هذه الفنانة، تقولان لكم أيها الحضور الكريم وساكنة مدينة الرشيدية، إنكم تستحقون شريفة، وشريفة تستحق منكم هذه الالتفاتة الكريمة. لكم أن تفتخروا بفنانتكم، التي لا تنتمي سوى إلى عائلة الفن، عائلة الحمري؛ ولذلك فهويتها تقوم أساسا على الانتماء إلى شجرة الفن. شكرا للكلية المتعددة التخصصات على هذه الالتفاتة، شكرا لأبريل، شكرا لك شريفة، شكرا لمارس الذي لم يمر دون الالتفات إلى وردة الفن. ودمت لنا شريفة، سماء زرقاء، نتطلع إليها كلما هاجمنا القبح.
* نص الكلمة التي ألقاها، باسم جمعية قبس للثقافة والسينما، محمد أبركان، وذلك بمناسبة تكريم الفنانة شريفة الحمري إبان الحفل الختامي للمهرجان السادس للسينما الذي احتفت فيه الجمعية بأحمد البوعناني الإنسان والمبدع.