روما – يو بي آي – أ.ف.ب دعا وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني أمس الأول لمناقشة مسألة تصاعد الهجرة من شمال أفريقيا على المستوى الأوروبي، مع وصول عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى إيطاليا خلال ال 24 ساعة الأخيرة إلى أكثر من 1000 شخص أغلبهم من تونس. وأفادت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية أن ماروني بعث برسالة لرئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، يدعو فيها لإدراج الأزمة في بلدان شمال أفريقيا وتداعيات ذلك على مستوى الهجرة والأمن الداخلي في أوروبا، على جدول أعمال الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي لشؤون العدل، ووزراء خارجية الاتحاد. ورأى وزير الداخلية الإيطالي في رسالته أن "المشكلة في بلدان المغرب العربي قد تولدت نتيجة الوضع في تونس" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الشهر الفائت. إلى ذلك، نقلت الوكالة عن مصادر في خفر السواحل الإيطالي أنه تم رصد "مركبين للهجرة غير الشرعية قرب سواحل صقلية تقلان ما لا يقل عن مئتى مهاجر" غير شرعي، بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي لإيطاليا. وكانت المصادر نفسها أعلنت أن أكثر من 800 مهاجر غير شرعي، غالبيتهم من تونس وصلوا سواحل جزيرة صقلية ونقلت "آكي" عن خفر السواحل أن "هناك موجة شديدة من الهجرة غير الشرعية باتجاه سواحل جزيرة صقلية التي استقبلت أكثر من 800 مهاجر بين ليلة أمس الأول وصباح أمس". وأضاف أن "المهاجرين من شمال أفريقيا وغالبيتهم من تونس"، لافتاً إلى أن موجة الهجرة ما زالت مستمرة". وعلق ماروني على ذلك قائلاً " كما كنت أخاف دائما فإن الأزمة في الشمال الأفريقي وخاصة مصر وتونس سوف تؤدي إلى هجرة جماعية على وجه الخصوص من تونس إلى إيطاليا وثمة خطر من حدوث حالة طوارئ إنسانية" على السواحل. وأضاف أن المهاجرين يصلون بالمئات إلى الساحل الإيطالي، وتقوم السلطات الإيطالية بكل المبادرات لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية. وأعلن ماروني أنه استدعى المجلس الوطني للأمن للانعقاد يوم الخميس المقبل للتداول بهذا الشأن بحضور وزير الخارجية فرانكو فراتيني. وكانت حادثة إقدام شاب تونسي في ديسمبر الفائت، على إحراق نفسه بسبب منعه من العمل كبائع خضار متجول بسبب عدم امتلاكه رخصة من البلدية المحلية، أدت إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات الدموية استمرت 4 أسابيع والإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وفراره مع عائلته من تونس. وقد أعلنت في البلاد حالة الطوارئ منذ 14 يناير بسبب انفلات الوضع الأمني. وشهدت مصر منذ 18 يوماً حركة احتجاج واسعة تطالب بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، سقط خلالها مئات القتلى وآلاف الجرحى، واعتقل عدد كبير من النشطاء والصحفيين وانتهت بتنحي مبارك ونظامه. هذا وكثف أكثر من 250 مهاجر من شمال أفريقيا يطالبون بتقنين أوضاعهم إضرابهم عن الطعام الذي بدأ منذ أسبوعين بالامتناع تماما عن الأكل والاكتفاء بشرب الماء فقط. وأعطى المضربون الحكومة مهلة نهائية مدتها ثلاثة اسابيع لمنحهم تصاريح، محذرين من أنها سوف تواجه كارثة صحية.