اعتقلت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن بمديونة، عشية أول أمس الاثنين، "ضابطي" شرطة مزيفين، كانا يبتزان أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة، إضافة إلى بعض تجار المخدرات والخمور، وعدد من مدراء المدارس والمواطنين. وحصل الضابطان المزيفان، بطريقتهما الخاصة، على جهاز اتصال لاسلكي، ترجح مصادر أمنية أنهما اقتنياه من السوق الشعبي، درب غلف بالدارالبيضاء، إضافة إلى أصفاد. وأثار ضابطا الشرطة المزيفان، المتحدران من منطقة الدروة، انتباه عدد من المواطنين، إذ كانا يلجآن إلى ابتزازهم، ومنحهم أرقام هواتفهم المحمولة للاتصال بهم عند الحاجة وإيهامهم بأنهم عناصر "شرطة خاصة". واعترف المتهمان، الذي ضبطا متلبسين بابتزاز أحد المواطنين أمام إقامة ليلى، بإقليم مديونة وكانا يتنقلان على متن سيارة من نوع (بوجو 405)، بالتهم المنسوبة إليهما، وكشفا عن تفاصيل العمليات التي نفذوها لعدة أيام، وأكدوا أنهما كان يختاران أوقاتا معينة للوقوف بأماكن معينة في الإقليم والقيام بعملياتهما، دون أن يثيرا انتباه رجال الأمن. وفتحت عناصر الشرطة القضائية، التابعة لمفوضية الأمن بمديونة، تحقيقا موسعا مع المتهمين، خاصة بعد مراجعة الشكايات العديدة، التي تقاطرت عليها من قبل سكان الإقليم بخصوص تعرضهم للابتزاز والنصب من طرف رجال الأمن. وسيحال المتهمان، العاطلان عن العمل، بعد إنهاء التحقيق معهما، على محكمة القطب الجنحي بالدار البيضاء، بتهمتي انتحال صفة رجل أمن والنصب والاحتيال. وتأتي هذه العملية شهورا على توصل المصالح الأمنية الولائية بالدار البيضاء، بمعلومات تفيد بوجود شخصين ينتحلان صفة رجلي أمن، يجوبان شوارع وسط المدينة على متن سيارة ويعملان على ابتزاز المواطنين وسلبهم أموالهم، مهددين من ضبط منهم في حالة سكر أو أي مخالفة قانونية بإلقاء القبض عليه. وباشرت مصالح الأمن تحريات قادتها إلى توقيف المعنيين بالأمر بشارع أنفا، وخلال تفتيش السيارة، اكتشفت الشرطة وجود زي رسمي لرجال الأمن بداخلها. وتبين، من خلال التحقيق الأولي، أن السيارة في ملك رجل أمن يعمل بالميناء، يقضي عطلته السنوية. كما اتضح أن أحد المتهمين هو شقيق الشرطي وأنه أخذ السيارة دون علم صاحبها وبدأ عمليات الابتزاز، بعد انتحاله صفة رجل أمن رفقة شريكه.