أجمع المشاركون في الملتقى المغاربي السنوي للشعر العربي مؤخرًا بتطاوين على ضرورة اضطلاع الشعر بدور حاسم في خلق إحساس بالوحدة والهوية المشتركة بين الشعوب المغاربية. "إذا لم تفلح السياسة في توحيد المغرب الكبير فيمكن للشعوب المغاربية أن تتوحد شعريًا" هكذا تعبر الشاعرة والكاتبة المغربية فاطمة بوهراكة عن رأيها في الملتقى المغاربي للشعر العربي في دورته الثالثة يوم 20 نوفمبر والتي شارك فيها شعراء وأدباء من تونس والمغرب والجزائر وليبيا على مدى ثلاثة أيام. الحدث جزء من الاحتفالات الوطنية بمئوية الشاعر التونسي مصطفى خريف والتي انطلقت أكتوبر الماضي وتتواصل حتى مارس 2011. ويتضمن برنامج الاحتفالات إعداد فيلم وثائقي عن حياة مصطفى خريف وتنظيم ندوات وأمسيات شعرية. ولد مصطفى خريف في مدينة نفطة بأقصى الجنوب التونسي سنة 1909 وتوفي في العاصمة التونسية سنة 1967. ومن أهم أعماله ديوان شعر "الشعاع" وديوان و"شوق وذوق" . وقدم المشاركون أبحاثهم حول حياة وأعمال الشاعر منها "الصورة في شعر مصطفى خريف" للدكتور أسامة الرياني من ليبيا ومداخلة ثانية حول "شعرية النص عند مصطفى خريف" للدكتور محمد التومي من تونس والثالثة بعنوان "النخيل لا يموت أبدًا" للشاعر التونسي عادل الهمامى. كما كرم الملتقى الشاعرة التونسية ورئيسة اتحاد الكتاب التونسيين جميلة الماجري التي نظمت مؤسستها الحدث بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث. وأضافت فاطمة بوهراكة "هناك مجموعة من الأفكار الجميلة والجديدة منها تكريم الشاعرة التونسية جميلة الماجري، وهي بادرة طيبة بالإضافة إلى فكرة توحيد شعراء المغرب العربي". الشاعر التونسي مبروك السياري قال "هذه فرصة طيبة لجمع شمل الشعراء المغاربة، لكن يجب التفكير مستقبلًا في تنويع الأسماء المشاركة". المشاركون دعوا أيضًا إلى مزيد التعريف بهذا الملتقى وتوسيع المشاركة فيه حتى ينشر معاني الشعر المغاربي ويعكس القاسم المشترك بين الشعوب المغاربية. الشاعرة الجزائرية ليلى منصوري أكدت أن الغد سيشهد الوحدة المغاربية والتفاؤل والتطور للمنطقة. الشاعر الليبي صابر الفيتوري قال "الملتقى عرف مشاركة مكثفة من الشعراء المتميزين واستمعنا إلى شعر واعد، وأعتقد أنه سيكون لهذا الملتقى دورًا في التعريف بهذه الأسماء في المغرب العربي التي تدعوا دائمًا إلى ثقافة واحدة لهذا المغرب العربي الكبير".