بعضها لمشاهير ومسؤولين حكوميين يتخذ بعض المغاربة لأنفسهم أسماء شخصية أو عائلية أو ألقابا تتضمن شيئا من الطرافة والإحراج، وتكون أحيانا سببا في مشاكل كثيرة تنتهي بطلب صاحب الاسم من السلطات المعنية لتغيير اسمه. ويعاني الأبناء أكثر من آبائهم من هذه الأسماء خاصة مَن هم في سن الطفولة أو المراهقة، حيث يتعرضون للتعليقات التي تتضمن السخرية والتهكم الشيء الذي يضطر الآباء أحيانا لتقديم طلبات تفيد تبديل هذه الأسماء. وبالمقابل، تمَكَّن آخرون ممن لديهم أسماء غريبة وطريفة من شق طريق المجد والنجاح، بل منهم من تبوأ أعلى المراكز والمناصب السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد. وينص قانون الحالة المدنية بالمغرب على أنه يجب على الشخص أن يختار لنفسه اسما عائليا "لا يكون ماسا بالأخلاق أو النظام العام ولا مثيرا للسخرية، أو اسما شخصيا أو أجنبيا لا يكتسي صبغة مغربية". الحنش والعجل " الحنش"، و "العجل" و"دامية" و" الذيب" و"طارُّو" و"الفار"، أسماء عائلية كثيرة لمغاربة قد لا تُحرج الآباء، لكنها تُحرج أبناءهم الصغار والمراهقين وتضايقهم بسبب استهزاء رفقائهم وسخريتهم من مدلولات هذه الأسماء الغريبة. وتعني "الحنش" في اللهجة المغربية الثعبان، وهناك مغاربة لديهم هذا الاسم كلقب عائلي، من بينهم "محمد الحنش" الذي وجد والده قد اختار هذا الاسم الذي يحيل إلى نوع من الأفاعي السامة. ولم يدرك الرجل معناه "القدحي" كاسم غريب إلا بعد أن صار أولاده يتضايقون منه خاصة حين يستهزئ التلاميذ منهم في المدرسة، فلا ينادونهم بأسمائهم الشخصية إنما يتعمدون المناداة عليهم باسم "الحنش" مع كثير من التهكم والاستهزاء. وتدهورت نفسية أبناء "محمد" من جراء ما يحدث لهم بسبب اسم "الحنش" الأمر الذي دفعه إلى أن يسارع إلى تقديم طلب تغيير اسمه العائلي أمام المحكمة المختصة، وقدم لها الدواعي والمبررات لهذا الطلب، فحصل له ما أراد بعد جُهد جَهيد. وينتشر اسم "دامية" بين العديد من نساء القرى، ومرد طرافة الاسم أنه يحيل إلى الدم، وتقول سيدة تحمل هذا الاسم إنها لم تفطن لغرابة هذا الاسم لكونها أمية ولا تعرف القراءة والكتابة وتظنه اسما عاديا، لكن أفراد أسرتها المتعلمين هم من لفتوا انتباهها إلى أن اسمها ليس عاديا بل يتضمن غرابة ما من حيث إشارته إلى الدم. وقدم مغربي اسمه "إبراهيم الذيب"، عامل بمدينة الرباط، طلبا للجهات المختصة كي يتم تغيير اسمه العائلي لأنه ضاق ذرعا من شكاوى بناته الصغيرات وتذمرهن من تهكم صديقاتهن عليهن في المدرسة، خاصة أن "الذيب" يعني "الذئب" في اللهجة المغربية المحلية. وهناك أسماء حيوانات وحشرات أيضا مثل من لديه اسم عائلي من قبيل "العجل"، فكان أصدقاؤه يحذرون بعضهم من "نطحات" العجل إذا غضب، رغم أنه كان عكس "العجل" في طبعه وهدوئه. وهناك اسم "الفار" يعني الفأر، فصار حين يقوم بعمل أو يتردد في قرار ما ينعتونه باسمه العائلي "الفار" دلالة على الجبن والخوف من الإقدام على الفعل. أسماء غريبة لمشاهير وبالمقابل، هناك بعض الأسماء الغريبة أو التي تتضمن بعض الإحراج، لكن أصحابها بلغوا مراكز اجتماعية مرموقة أو تقلدوا مسؤوليات هامة، و كونوا لأنفسهم مسارات مهنية ناجحة في المغرب. ومن ضمن هذه الأسماء التي جاء تفسيرها في كتاب "الدارجة المغربية، مجال توارد بين الأمازيغية والعربية" للباحث محمد شفيق: اسم "أحيزون" وهو رئيس جامعة ألعاب القوى وأيضا المدير العام لشركة اتصالات المغرب وأحد أشهر رجال الأعمال الناجحين في البلاد، ويعني اسم "أحيزون" في اللغة الأمازيغية "الأعرج"، لكن نجاحات الرجل الباهرة بعيدة أن تكون عرجاء بدليل كفاءته العالية في التدبير والأعمال. وهناك اسم "مزوار" وهو الاسم العائلي لوزير المالية المغربي الحالي، ويعني هذا الاسم " الأول في الترتيب"، واسم "بوفتاس" وهو اسم علم لأسرة مغربية، ومن أبرز من تسموا به الوزير الأسبق للإسكان بالمغرب، وقد اشتقت هذه الكلمة من أفتاس أي الشاطئ، ليكون مقابلها بذلك هو الشاطئي أو الساحلي. ويروج أيضا اسم "طايطاي" وهو اسم لأسر مغربية، ومن أشهر من تسموا به وزيرة التعليم سابقا، ويعني هذا اللفظ في الأمازيغية: بصراحة. قانون للأسماء وينص قانون الحالة المدنية بالمغرب في المادة 20 منه على أنه يجب على الشخص المسجل في الحالة المدنية لأول مرة، أن يختار لنفسه اسما عائليا و يجب ألا يكون الاسم العائلي الذي تم اختياره مخالفا لاسم أبيه أو ماسا بالأخلاق أو النظام العام أو مثيرا للسخرية. ويضيف القانون أنه لا ينبغي أن يكون هذا الاسم اسما شخصيا أو أجنبيا لا يكتسي صبغة مغربية أو اسم مدينة أو قرية أو قبيلة أو اسما مركبا، إلا إذا كانت عائلة المعني بالأمر من جهة الأب تُعرف باسم مركب. وتعتبر المادة القانونية أن الاسم العائلي المختار، بعد أن يكتسي صبغة نهائية يصبح لازما لصاحبه و لأعقابه من بعده، و لا يمكنه تغييره بعد ذلك إذا أذن له بموجب مرسوم". وبخصوص الأسماء الشخصية، تؤكد المادة 21 على أن الاسم الشخصي يجب أن يكتسي طابعا مغربيا، و ألا يكون اسما عائليا أو اسما مركبا من أكثر من اسمين أو اسم مدينة أو قرية أو قبيلة، و ألا يكون من شأنه أن يمس بالأخلاق أو النظام العام. وتؤكد المادة القانونية على أنه "يجوز لكل مغربي مسجل بالحالة المدنية أن يطلب تغيير اسمه الشخصي، إذا كان له مبرر مقبول بواسطة حكم قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية المختصة".