أقدم أب سعودي على تزويج ابنته ذات الثماني سنوات لرجل في العقد الخامس من عمره بمنطقة القصيم، لكن والدة الطفلة أثارت أزمة بطلبها من المنظمات الحقوقية والمحاكم مساعدتها على فسخ العقد. ونقلت تقارير صحفية سعودية أن والدة الزوجة الطفلة تقدمت بدعوى للمحكمة العامة، مطالبة بفسخ عقد نكاح ابنتها، مما أعاد للأذهان قضية زواج رجل فى السبعين من عمره من فتاة في العاشرة من عمرها. ولم تكتف والدة الزوجة التي على خلاف مع والد ابنتها برفع الدعوى القضائية، بل ناشدت الجهات المختصة وهيئة حقوق الإنسان مساعدتها في جهودها الرامية لفسخ عقد الزواج الذي ترى أنه غير متكافئ ،ويحرم الزوجة من أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي، علما بأن للزوج الخمسيني زوجتين أخريين غيرها. وتطعن مقدمة الدعوى في عقد القران مؤكدة أنه تم مقابل سداد ديون والد الزوجة. وأشار مصدر مختص بالمحكمة إلى أن هذه القضية ليست الأولى من نوعها، لكنها الأكثر تعقيدا لأن الزواج تم على خلفية عناد أسري، ولم يتم أخذ رأي الزوجة الصغيرة . ورفض السعودي الخمسيني التراجع عن قراره الزواج من طفلة لا يتعدى عمرها الثماني سنوات، مشدداً أنه لم يرتكب محرماً بعقد قرانه على الفتاة التي صارت تعرف باسم "طفلة عنيزة"، قبل نحو عام ونصف العام. وكانت والدة الطفلة رفعت دعوى لفسخ العقد الذي أبرمه زوجها على ابنتهما من الخمسيني، المتزوج أصلاً من اثنتين أخريين، متهمة والد الطفلة بتزويجها لقاء سداد ديونه. وناشدت الأم، والتي تبيَّن أنها على خلاف مع زوجها، الجهات المختصة وهيئة حقوق الإنسان، مساعدتها لفسخ عقد الزواج. إلا أن الزوج الخمسيني رفض التراجع، ونقلت عنه صحيفة "الحياة" اللندنية الأربعاء 13-8-2008، قوله: "لم أخطئ في ذلك، فالشرع لم يحدد عمراً محدداً للزواج، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها عندما كان عمرها 9 أعوام". ورفض الرجل التعليق على عدم علم الطفلة وأمها بالزواج، قائلاً "اسألوا والد الطفلة عن ذلك". من جهته، اعتبر وكيل والدة الطفلة الشرعي (فضل عدم ذكر اسمه) أن الاستدلال بزواج النبي من عائشة لا يعتبر دليل زواج بل هو لبيان حالة، "ودليل لذلك أن النبي رفض تزويج ابنته فاطمة لأبي بكر وعمر حينما خطباها بحجة صغر سنها، في حين زوّجها لعلي بن أبي طالب وهذا دليل على أن فعل الرسول خاص به، لا كما ذكر زوج الطفلة". وأكد الوكيل أن مأذون الأنكحة أخلّ بلائحتين من اللوائح التنفيذية لمأذوني عقود الأنكحة، لأنه حرر عقد النكاح في بريدة، وهو من سكان محافظة عنيزة، كما أنه لم يتأكد من رضا المخطوبة على النكاح، حتى ولو كان ولي الطفلة والدها. يذكر أن الطفلة نجحت إلى الصف الرابع الابتدائي، ولا تعلم أنها متزوجة على رغم مرور نحو عام ونصف العام، على عقد والدها قرانها على صديق له يزيد عمره على 50 عاماً. ورفعت والدتها، التي لا تسكن مع زوجها حالياً، دعوى إلى المحكمة العامة في محافظة عنيزة تطلب فيها فسخ عقد النكاح، بعدما اكتشفت الأمر صدفة.