نظم نادي اللسانيات التابع للكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية رحلة ثقافية علمية إلى زاوية سيدي حمزة بإقليم الرشيدية في إطار تعميق البحث الطلابي في الموروث الثقافي المحلي لمنطقة تافيلالت تحت إشراف عدد من أساتذة مسلك الدراسات العربية بالكلية وإداريي المؤسسة يوم الأحد 11 ابريل 2010، هدفا في الوقوف على ما تزخر به مكتبة الزواية من مخطوطات وكتب نفيسة تعود إلى أزيد من 400 سنة. في البداية كان للوفد الطلابي برئاسة الأستاذ محمد حميدي نائب عميد الكلية موعد مع جولة سياحية بالمنطقة ذات الجمال الطبيعي الرائع والتي تتميز بغناها وسط جبال الأطلس المتوسط بمحاذاة جبل العياشي كأعلى قمة في السلسلة الجبلية، بمميزات تتمثل في البنية المجالية الطبيعية للأشجار والمياه والهضاب والتلال والبناء التقليدي للقصبة المحلية التي تعد ثراثا معماريا في حد ذاته لما تشكله من تميز في البناء والتشكيل ببساطة المواد المستعملة في بناء الدور اعتمادا على خشب الأشجار والطين والحجر، والغريب في الأمر انه رغم هذه البساطة في البناء فان هاته الدور المشكلة للقصبة المبنية فوق جسر طبيعي لمياه الوادي الذي يخترقها في صورة رائعة الجمال، تعطي دلالات وأبعاد لمعمار استطاع الخلود لأزيد من 400 سنة وما يزال رغم العوامل الطبيعية ومؤثراتها، ليبقى صمود هاته الأبنية مثالا لصمود قبائل منطقة تافيلات مند قرون. وتبعا لبرنامج الزيارة استضاف محافظ مكتبة زاوية سيدي حمزة السيد سليمان الحمزاوي الحفيد الثامن لحفدة أبي سالم العياشي ومساعده السيد حمزة أفقير طلبة وطالبات نادي اللسانيات للكلية المتعددة التخصصات في لقاء ثقافي تم من خلاله تقديم نبدة عن حياه أبي سليم العياشي مؤسس الزواية ومكتبتها النفسية التي يعود تأسيسها إلى سنة 1044 هجرية وتظم 840 مخطوط نفيس و1400 كتاب نادر في مؤلفات ضمت جميع العلوم لكبار الباحثين من العلماء والفلاسفة والأدباء مند زمن ، إذ شاهد الطبلة ماتزخر به هذه المكتبة الغالية والنفيسة من أصول أمهات الكتب والمراجع المغاربية والمشرقية، فكانت مناسبة لطلبة الكلية الذي يعدون بحوثهم لنيل الإجازة في الدراسات الأساسية المتناولين للتراث كنمودج للبحث أن يعمقوا بحثهم ويغنوا محاوره من خلال ما تم الوقوف عليه من معلومات عن مكتبة تاريخية تخلد لمسار شخصية فذة عرفها المغرب وشكلت برحلاتها وأسفارها وحبها للعلم مرجعا فكريا يجده الباحثين اليوم منطلقا خصبا للمعرفة من خلال ما جمعه أبي سليم العياشي من نوادر الكتب والمخطوطات، التي لولا حمايتها وحفاظ ورثتها عليها لضاعت يصرح الأستاذ احمد البايبي منسق مسلك الدراسات العربية بالكلية ومؤطر عمل نادي اللسانيات، وهو ما أكده السيد حمزة الحمزاوي افقير رئيس جمعية أبي سليم العياشي للتنمية الاجتماعية وإحياء الثراث، متناولا في تصريحه أهمية ما تضمه المكتبة متحدثا عن المسار التاريخي لحمايتها من الضياع حيث تعرضت بعضها كتبها النفيسة للسرقة، واليوم يضيف السيد حمزة تدخلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشكل قوي لحماية هذا التراث حيث يتم إنشاء مكتبة عصرية وحديثة ستجهز بأحدث الوسائل هدفا في ضبط وفهرسة هذه الثروة التاريخية وجعلها قريبة أكثر من عموم الباحثين دون تعرض لتلف أو الضياع. وشكلت هذه الرحلة الثقافية والعلمية إلى زاوية سيدي حمزة لطلبة الكلية المتعددة التخصصات فرصة للنقاش في تاريخ المنطقة ورجالاتها من أمثال أبي سليم العياشي مؤسس الزاوية العياشية الحمزاوية، في نقاش تاريخي أطره الأستاذ عبد الله استيتيتو أستاذ باحث في التاريخ حيث تم تعميق النقاش في سبل حماية التراث الشفوي لمنطقة تافيلات، ومحاولة البحث فيه أكثر انطلاقا من الجامعة باعتبارها مركز المعرفة والبحث الأكاديمي المتميز، فخرج الجميع بخلاصة اتخاذ نماذج بحثية للطلبة والطالبات في بحوثهم العلمية كطلبة خريجي الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية .