صدر، أخيرا، العدد الأول من مجلة "عن الكتب"، وهي مجلة مغربية يرأس تحريرها الناقد المغربي عبد اللطيف البازي، و"تعنى بالإصدارات المغربية الجديدة، وتنتصر للقراءة". يفترض في هذا المنبر، حسب استهلاله، أن "يصاحب الإصدارات المغربية الجديدة، ويضيئها، ويسائلها، ويخلصها من بعض عزلتها مقيما روابط حقيقية أو مفترضة بينها"، كما يفترض فيه "أن يفتح بعض الأوراش الصغيرة والطموحة للتساؤل حول التغيرات التي لحقت طرائق التداول الثقافي ببلادنا وأشكال الاعتراف بالفاعلين الثقافيين وبالمبدعات والمبدعين وأشكال الاعتراف بالإنتاجات الثقافية نفسها، وعلاقة كل ذلك بالتحولات العميقة التي يعرفها مجتمعنا بثقافاته ولغاته وغناه وتوتره." تنقسم المجلة إلى ثمانية أبواب متنوعة وغنية، فإلى جانب التقديم، الذي كتبه عبد اللطيف البازي، نقرأ ضمن "حديث ومغزل" حوارا خصت به المجلة الروائية المغربية المقيمة بإسبانيا "نجاة الهاشمي" الفائزة بجائزة "رامون يول" عن روايتها "أنا أيضا كطالانية" إلى جانب حوارين ممتعين مع الروائي المغربي محمد برادة والإعلامي والمبدع "عدنان ياسين"، الأول منهما حاول تبيان "أهمية الكتابة ووظائفها النفسية"، كما تحدث عن تجربته في مجال الكتابة الروائية والطقوس التي ينخرط فيها خلالها، أما الثاني فتطرق إلى بعض المواضيع الثقافية وراهنيتها، وناقش بعض قضايا الكتاب وأسئلة ثقافية متنوعة. وفي باب "انفراد مؤقت"، خص الشاعر المغربي "محمد الميموني" المجلة بفصل من سيرته الذاتية التي يعدها للنشر، والتي جاءت تحمل عنوان "صندوق الكتب العجيب". وتمحور ملف المجلة، الذي يحمل عنوان "مسارات التفرد"، حول السوسيولوجي المغربي الراحل "عبد الكبير الخطيبي" وساهم فيه الأساتذة: رشيد بنحدو وفريد الزاهي ونجيب واسمين وأحمد محفوظ. وفي ركن "ما الحب إلا للكتاب الأول" يستعيد الروائي المغربي عز الدين التازي تجربته في مجال الكتابة من خلال مجموعته القصصية "أوصال الشجرة المقطوعة" وهو الركن الذي تضمن بعض مواقف المؤلف بخصوص قضايا الكتابة والحياة والتجربة الإبداعية. وفي المحور الأخير الذي يحمل عنوان "قضية ثقافية" نقرأ ورقة نقدية وتعريفية برواية "كومورا" أو الكتاب القاتل. وتضمن العدد أيضا تقديما ومصاحبة لثلاثين إصدارا مغربيا جديدا، منها: روايات "حيوات متجاورة" لمحمد برادة، و"باريو مالقه" لمحمد أنقار، و"فارة المسك" للميلودي شغموم، و"مخالب المتعة" لفاتحة مرشيد و"سرير الأسرار" للبشير الدامون، و"الجثة المكوفرة" لعثمان أشقرا، والمجموعات القصصية "خريف.. وقصص أخرى" لأحمد المديني، و"قالت نملة" لأحمد بوزفور، و"سيلان" لهشام حراك، و"ميريندا" لفاطمة بوزيان. كما تضمن العدد تقديما لمسرحية "الببوش أو أكلة الحلزون" لمحمد أنقار ولكتب بلغات أجنبية منها "ولد السوق" لادريس بويسف الركاب، وكتاب "تازمامور" لعزيز بنبين، و"تيهان حالم مأذون" للشاعر عبد اللطيف اللعبي، و"إلى الأمام، تشريح محنة" لعبد العزيز الطريبق... هذا، علاوة على قراءة في كتاب "السنة والإصلاح" لعبد الله العروي. يشار إلى أن هيئة تحرير المجلة تتكون من سعيد الشقيري ورشيد برهون ونور الدين بندريس، وسيصدر عددها الثاني شهر أبريل المقبل. علي بنساعود