يعيش سكان واحات جنوب شرقي المغرب حياة قاسية وظروفا معيشية متردية. وفي كثير من الأحيان تضطر النساء إلى الجمع بين مشقة الأعمال المنزلية ومساعدة الزوج في توفير لقمة العيش. ولأن تقاليد المجتمع الصحراوي تحظر على النساء العمل خارج نطاق القرية، فقد اهتدت مريم، وهي أم لستة أطفال، إلى طريقة للكسب فمن نواة التمر تصنع حاليا قهوة تدر عليها دخلا اضافيا. وتقول مريم إنه بفضل مساعدة بعض الأشخاص تمكنت من صناعة نوع من البن من نوى البلح، الأمر الذي ساعدها على تحسين دخل الأسرة ومساعدة زوجها في تحمل أعباء العائلة. عمدت مريم إلى تأسيس جمعية نسوية لصناعة بن نواة التمر تعمل بها حاليا 40 إمرأة من ساكنات القرية. وتبدأ عملية التصنيع شبه التقليدية بفصل النوى وبعد غسلها يتم تحميصها في آلة مخصصة لذلك إلى أن يميل لونها إلى البني الشبيه بلون القهوة العادية. ثم يجري تكسيرها ومن بعد ذلك طحنها في رحى تقليدية وتغربل في المرحلة النهائية. وتقول ماني مروة وهي عضوة في جمعية المستقبل النسوية إن هناك ارتفاعا في الطلب على قهوة نواة التمر.ومن لا شيء تمكنت نساء قريتها من صناعة منتج يعيل حاليا أكثر من 50 عائلة، وأصبح بن نواة التمر مصدر عيش بعدما كن يعانين ظروفا معيشية صعبة. قهوة بدون كافيين وتصبح قهوة نواة التمر جاهزة للتسويق بعد لفها ووضعها في أكياس تحمل معلومات عن مكوناتها. ويقارب ثمن الكيلوجرام الواحد من بن التمر 13 دولارا. وعلى اعتبار حداثة المنتج فلا زال حبيس الإستهلاك داخل الأسواق المحلية، والمشاركة في المعارض الزراعية. ويقول الصديق بلحسن، مسؤول التسويق، إن مردودية بن نواة التمر تبقى محدودة في ظل الإعتماد على التسويق المحلي. ويؤكد الصديق أن المنتج يحتاج إلى الخبرة التجارية والترويج الدعائي كي يتمكن من الإنفتاح على الأسواق التجارية الوطنية والدولية. وتركز الجمعية حاليا كما يقول الصديق على التعاقد مع وسيط تجاري والحصول على علامة تجارية تميز هذا المنتوج. وتقول نساء القرية إن مكونات بن نواة البلح قد تساهم في انتشار استهلاكه على نطاق واسع، خصوصا إن أولى نتائج التحليلات المخبرية أظهرت خلوه من الكافيين.