هنا، في القصر الكبير تتجسد الفجيعة بجَلالها، والصابرون، الصادقون، الجائعون لم تمهلهم صَدَقَةُ ( أبي الغالب ) للاقتراب منْ عسل ضريحه، و( المخلوف ) لم يقْتَسِم معهم خُبْزَه البائِتَ و شَعيره، سدّ الْمُريدونَ أَبْوَاب رِزْقه ولم يُمْهلوهم حتى يقتربوا من بُرْتقال الوَطَن الجريح، ظل ( المجدوب ) وحيدا يجْترّ وصاياه الخالدة، ظلَّ يسافر ويسافر، بين القَرّ والحرّ بين التراب والماء والطِّين حتى رسا أخيرا بين جَمْرِ المعرفة وقحط السنين…