في ظل تفاقم الأزمة الخليجية على إثر قطع السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، أعلن "الرباعي العربي"، اليوم الخميس، عن إدراجه ل11 فرداً وكيانين جديدين بينهما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي يوجد ضمنه المغربي أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، "الذراع الدعوية" لحزب العدالة والتنمية، على قوائم "الإرهاب" الخاصة بالدوحة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن هذا القرار، الذي اتخذته الدول المقاطعة لقطر، يأتي "في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه". وذكر البيان أن الكيانين: المجلس الإسلامي العالمي "مساع"، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "هما مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاء لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة". كما تم إدراج 11 فرداً على قوائمها؛ بينهم محمود عزت إبراهيم، المرشد العام المؤقت للإخوان المسلمين. وبين أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رجل الدين السعودي سلمان العودة، الذي اعتقلته السلطات السعودية في شهر شتنبر الماضي؛ وراشد الغنوشي، زعيم حزب حركة النهضة التونسي؛ والمغربي أحمد الريسوني، الذي يشغل منصب نائب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يوجد مقره في قطر، ويرأسه الشيخ المصري يوسف القرضاوي. وضمت لائحة الأفراد كل من الأسماء التالية: خالد ناظم دياب، وسالم جابر عمر علي، وسلطان فتح الله جابر، وميسر علي موسى عبد الله الجبوري، ومحمد علي سعيد أتم، وحسن علي محمد جمعة سلطان، ومحمد سليمان حيدر محمد الحيدر، ومحمد جمال أحمد حشمت عبدالحميد، ومحمود عزت إبراهيم عيسى، ويحيى السيد إبراهيم محمد موسى، وقدري محمد فهمي محمود الشيخ، وعلاء علي محمد السماحي. واعتبرت الدول المقاطعة لقطر، في بيانها، أن "الأفراد ال11 نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها وينالون دعماً قطرياً مباشراً على مستويات مختلفة؛ بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيري لتسهيل حركتهم". وسبق لدولة الإمارات، عبر مجلس وزرائها، أن أصدرت سنة 2014 قائمة ضمت 83 تنظيماً في العالم الإسلامي والعربي، تنشط في مجالات الإغاثة والعمل الخيري والدعوة الإسلامية، مصنفة إياها ضمن التنظيمات الإرهابيّة. كما ضمت "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وجماعة "الإخوان المسلمين" و"تنظيم القاعدة" و"داعش" وجماعة "الحوثيين"، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. في المقابل، تعتبر دولة قطر الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب تأتي في سياق "حملة تشويه دخلت مرحلة اليأس"، بحسب ما عبرت عنه البعثة القطرية لدى الأممالمتحدة الشهر الماضي، خلال اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك. وقالت البعثة، ردا على كلمتي البعثتين السعودية والبحرينية، إن "سجل قطر يتفوق في جميع الأصعدة -بما في ذلك مجال مكافحة الإرهاب- على سجل الدول التي وجهت إلى الدوحة اتهامات بشأن الإرهاب، وإن أي ادعاءات بوجود صلة بين دولة قطر والإرهاب باطلة ولا أساس لها من الصحة، وتأتي في سياق الحملة المغرضة التي تستهدف الدوحة". وجاء في الرد القطري أن "الحملة بدأت بجريمة قرصنة إلكترونية إرهابية، ومرت بابتزاز بعض الدول لاتخاذ نفس الإجراءات ضد دولة قطر، واستغلال المنابر الدينية لشرعنة الحصار الجائر وغير القانوني". وتقول قطر إنها لم تدخر جهدا لدعم الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، حيث إنها عضو أساسي في كافة التحالفات والتجمعات والمبادرات الدولية لمكافحة الإرهاب؛ ومنها التحالف الدولي لمكافحة داعش، والمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب. وكان الملك محمد السادس، في خطوة اعتبرت غير مسبوقة، قد حل، منذ أيام، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، بالعاصمة القطريةالدوحة، قادما إليها من دولة الإمارات العربية المتحدة، في مستهل زيارة رسمية إلى دولة قطر. وربط مراقبون بين زيارة العاهل المغربي إلى قطر بعد تلك التي قام بها إلى الإمارات العربية المتحدة، وبين تفعيل الوساطة المغربية لتقريب وجهات نظر أطراف النزاع الخليجي.