أسدل الستار، اليوم الجمعة، على فعاليات الدورة الأولى من مهرجان وادي المخازن، المنظم من طرف جماعة السواكن بإقليم العرائش، بتنظيم حفل ختامي كرّم فيه عدد من المقاومين، وجرى تدشين نصب تذكاري للسلطان عبد الملك السعدي، الذي حكم المغرب إبّان معركة وادي المخازن. الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، أجمع أصحابها على ضرورة إيلاء ما يكفي من العناية لذكرى معركة وادي المخازن التي وضعت النهاية للإمبراطورية البرتغالية وكانت نقطة مفصلية في تاريخ المغرب والشرق، وتكثيف الأبحاث التاريخية حولها، لربْط الأجيال الحالية والقادمة بتاريخ وطنها. في هذا الإطار، قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، إن ذكرى معركة وادي المخازن "لا يجب أن تُخلّد فقط من أجل سرْد الوقائع التاريخية، بل لاستلهام القيَم والمعاني لهذه المحطة التاريخية الفارقة، والكتابة حولها، لتتعرّف عليها أجيال اليوم والغد لتعزيز ارتباطها وحبها لوطنها". المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير أكد أن المندوبية منخرطة في تحفيز الكتابة حول معركة وادي المخازن؛ "لأن الشباب المغربي في حاجة إلى معرفة حقائق التاريخ، ليتقوى لديه حب الوطن، وحتى لا ينفصل عن جذوره، وهذا يقتضي الاجتهاد لصيانة تاريخنا، عبر الاعتراف وإشاعة أمجاد الكفاح الوطني". واستطرد الكثيري أنّ معركة وادي المخازن تُعدّ مفخرة يعتز بها المغاربة والمسلمون؛ "لأنها مَعْلَمة بارزة لصلابة المغاربة في مواجهة العدوان الخارجي، وهي درس في الجهاد"، مضيفا: "هذه الملحمة تجسّد الارتباط المتين بين المغاربة كلما تعرضوا للأطماع الخارجية، وتؤكد أن قوتنا في وحدتنا". وجرى في اختتام مهرجان وادي المخازن بجماعة السواكن، الذي نظم تحت شعار "معركة وادي المخازن تراث إنساني عالمي في خدمة التنمية المحلية"، توسيم ثلاثة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من جهة طنجةتطوانالحسيمة، بأوسمة ملكية، من أصل 49 مقاوما حصلوا على أوسمة ملكية من مختلف الجهات. كما جرى تكريم سبعة مقاومين من طرف المندوبية السامية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير، "تجسيدا لثقافة الاعتراف لأهل الفضل وحُسْن الصنيع"، كما قال مصطفى الكثيري في كلمة في حق المكرمين، مُبرزا أنّ عدد المقاومين الذين كرمتهم المندوبية خلال ستة عشرة سنة الأخيرة بلغ 5200 مقاوم. من جهته، أكّد أحمد فضول الحساني، واحد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يبلغ من العمر 91 عاما، على ضرورة ربط الشباب المغربي بتاريخ بلاده، وقال في مستهل كلمة ألقاها نيابة عن أعضاء المقاومة وجيش التحرير: "ما أحوج الأجيال الحالية والقادمة إلى اتخاذ نضال أجدادهم المقاومين نبراسا ينير طريقهم". الحساني تحدث في مداخلته عن الظروف الصعبة التي عاشها المقاومون المغاربة إبان مرحلة مواجهة جيوش الاستعمار، قائلا: "ما يتمتع به المغاربة اليوم لم يأت تلقائيا، بل جاء نتيجة صراع مرير.. لقد عُذبنا عذابا شديدا، وصبرنا للجوع، وواجهنا الاستعمار بأسلحة بسيطة إلى أن نلنا الاستقلال". وتُعدّ معركة وادي المخازن من أشهر المعارك التي شهدها تاريخ المغرب الحديث، "وكانت مبعث العزة والشرف وحظيت بتقدير سائر المعمور"، كما قال الكثيري، بينما وصف عبد السلام نباص، رئيس الجماعة الترابية للسواكن، ذكرى معركة وادي المخازن ب"المفخرة الكبيرة والبطولة النادرة في تاريخ المغرب، جسدت التلاحم العريق بين العرش والشعب دفاعا عن حوزة الوطن".