أيها الآباء أيتها لأمهات .. لقد أحرق أجدادنا القدامى سنوات عمرية وهم يعلموننا القيم الجميلة نظريا ، علمونا في أقوالهم أن النظافة من الإيمان لكن للأسف أعطونا تطبيقا معطوبا بأفعالهم حتى صرنا نحافظ على نظافة منازلنا و مساجدنا تاركين أحيائنا تغرق في مستنقع آسن .. لقد علمنا الأولون قيم التسامح نظريا وحين أنهوا نصائحهم أخبرونا في أسطواناتهم المشروخة أن " خوك فالحرفة عدوك " خاتمين بعبارة " خاصك تكون ديب " ‘ بنادم خاصك تفطر بيه قبل ميتغدا بيك " مصوِّرِين لنا الآخر هو الجحيم ضاربين بذلك عرض الحائط قيم المسامحة التي لقنونا إياها حتى تحولنا لكائنات أنانية ترى الآخر مرادفا للشر ويستوجب محاربته … وبهذا تحولت تلك القيم الجميلة لمجرد دروس تعليمية يلقنوننا إياها في المنازل و المدارس من أجل أن نجتاز بها الامتحان …. أيها الآباء أيتها الأمهات رجاءا لا تكرروا أخطاء الأجداد وعلموا أبنائكم التصالح مع العالم / الإنسان / الحيوان / البيئة ، علموهم معنى الحياة ، توقفوا عن تلقينهم المبادئ النظرية للمحافظة على البيئة وبدل ذلك ازرعوا في منازلكم شتلات ورد زينوا بها قلوب أطفالكم ، اجعلوهم يهتمون بها وبذلك تكونون قد صالحتموهم مع الطبيعة و أنتجتم جيل لا يقتلع الأزهار ولا الأغصان من الحدائق العمومية … أيها الآباء أيتها الأمهات رجاءا كفوا عن تلقين أبنائكم مبادئ الرفق بالحيوان التي لقنونا إياها لسنوات دون جدوى … وبدل ذلك اجلبوا لمنازلكم كائنات أليفة مفعمة بالحياة واجعلوا أطفالكم يهتمون بها ، علموهم أن يضعوا أيام الحرارة ماءا فوق السطوح للطيور العابرة ، علموهم أن – هواية – القنص التي يتفنن فيها أصحاب الكاطكاطات و الرونجر روفر بتعسف ليست ممتعة كما يتصورون بقدر ما هي مدمرة للكائنات الحية ، وبهذا تكونون قد أنشأتم براءة تعتبر الحيوانات جزءا من هذا الكون بدل مطاردتها ليلا في أحياء المدينة .. أيتها الأمهات الرائعات رجاءا كفوا عن إعطاء قيم الإنسانية الرائعة نظريا لأبنائكم ، وبدل ذلك رسخوا في عقولهم قيم العطاء و انتم تمنحونهم أشياء داعين إياهم أن يقدموها لمن هم في أمس الحاجة إليها … أيها الآباء أيتها الأمهات .. رجاءا علموا أبنائكم الصدق بدل الكذب ، الحب بدل الكراهية ، علموهم كل ما هو جميل وكفى …