في خضم معارك الحكومات ضد تعساء الوطن أقاتل كل يوم كي أُبقي معنوياتي على قيد الحياة ، أتشبث ببصيص أمل و أنا أسمع جواب بعض المتمدرسين الذين أخبروني بأن عددهم داخل فصول الدراسة يزيد عن 60 تلميذ ، صفعتني الحقيقة على وجهي و أنا أدرك انتصار الحكومة في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي الموبوءة بقصفها للمدارس و المستشفيات و السكن و التشغيل .. وبسبب تلك السياسة تم إغلاق 200 مدرسة خلال 8 سنوات الماضية وتم إعطاء التقاعد النسبي لعدد كبير من الأساتذة مخلفين نقص في الموارد البشرية عمَّق من جراح الخصاص المهول … و هكذا قامت شركة بلمختار و إخوانه بتكديس أبناء الفقراء في غرف أكثر ما يمكن أن يقال عنها بأنها تلقن ثقافة الخنوع و الجهل عوض العلم ، وطبعا من لم يرد فليذهب بأبنائه لمافيا التعليم الخصوصي أو ليطبق مقولة الله يرحم من زار وخفف ويخرج ولادو يتعلمو الصنعة راه الصنعة إذا مغنات كتستر .. هذه هي رسالة الحكومة التي تبعثها لنا . من هذا المنطلق فليسمح لي فيكتور هيجو أن أستعير جملته الشهيرة بتصرف كي أقول – إن إغلاق مدرسة يعادل بناء سجن – وهذا بالضبط ما فعلته حكومتنا ، ففي قانون ميزانية 2016 خُصصت أكثر من 140 مليار من أجل بناء 14 سجن بربوع المملكة كخطة إستباقية من أجل استقطاب تلك الأكوام التي سيكون مصيرها الهدر المدرسي و امتهان الجريمة نتيجة " قلة ميدار " ، هذا دون أن نتحدث عن الاكتضاض في الجامعات ودخول التعليم العالي لمرحلته السريرية . بعيدا عن التعليم أنتقل بكم إلى شمال المغرب و مناطق المغرب المنسي حيث شبح العطش يهدد آلاف السكان بينما ملاعب الكولف الملكي تسقى بالمياه الصالحة للشرب ومسابح المنتجعات السياحية المصنفة تملأ عن آخرها من أجل سواد عيون رجال الهاي كلاص الذين يستمتعون بالسباحة هناك على نفقة وباء عطش التعساء . كل هذا يحدث ونحن نستضيف قمة المناخ كوب 22 و التي بسببها وضع قانون 77.15 المانع للأكياس البلاستيكية تحت شعار زيرو ميكا وبالتالي أصبح كل مغربي مشروع مجرم يلمؤون من جيبه الكالح صناديقهم المنهوبة ، شيء مضحك بالتأكيد ففي الدول الديمقراطية يتم تطبيق مثل هاته القوانين بمراحل انتقالية قد تمتد لثماني سنوات أو أكثر و ذلك من أجل إيجاد البدائل و عدم تشريد آلاف العمال لكن مادمت في المغرب فلا تستغرب ، يحدث هذا و أكثر في بلادنا و مسؤولونا غير مبالين بسبب صراعهم من أجل اقتسام الكعكة الانتخابية ، فيما السواد الأعظم من بسطاء هذا الوطن يناقشون غلاء وجبة الحديد ‘ العدس ‘ بينما ملك البلاد يقرع الطبول الإفريقية الضخمة مع رئيس دولة تنزانيا جون بومبي .. أعتقد بأنها طبول الحرب تقرع في دولة الجوار .. حرب ضد ما ستعلن عنه الأيام من سياسات قادمة ‘ غير الله يحفظ والسلام ‘ . قبل الختام أقول بأن تعليمنا لا يدق ناقوس الخطر فحسب بل إنه متجه صوب مرحلة الآعودة صوب الارتطام الأخير الذي هو بدون شك المسمار النهائي في نعش المعرفة ببلادنا ‘ وفيقو المغاربا ‘ .