احتضنت دار الثقافة بالقصر الكبير صباح الخميس 5 ماي 2016 المرحلة النهائية من المسابقة الكبرى الأولى للتعليم العتيق، التي نظمها المجلس العلمي المحلي بالعرائش، بشراكة مع مندوبية الشؤون الإسلامية بالعرائش، تحت شعار :" من أجل الوفاء للأصالة والتطلع إلى المعاصرة". وعرف هذا الحفل الديني حضور رئيس المجلس العلمي المحلي للعرائش إدريس بن الضاوية، والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد الحراق، والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية محمد ياسر الشعيري ، وناظر الأوقاف بالعرائش، ورؤساء مصالح التعليم العتيق بالجهة والإقليم وممثلي السلطة المحلية، بالإضافة إلى عدد من العلماء والفقهاء والمرشدين والوعاظ وطلبة العلوم الشرعية والمهتمين بالحقل الديني. وبهذه المناسبة، وبعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم من تلاوة الطالب محمد الذهبي، أشاد رئيس المجلس العلمي المحلي بهذه البادرة التي تدخل في أصل تزيين الدين الذي يجب الحرص والمحافظة عليه، لما لهذا الأصل من أهمية في تحسين صورة الإسلام لدى الآخر، وأوضح بأن المغرب يسود على مستوى العالم في حقل تزيين الدين، حيث أصبح نموذجا في التدين الصحيح السليم المعتدل الذي فيه السكينة والاطمئنان، وفي حسن عرض الدين على الآخرين. وأكد على ضرورة التعاون والعمل من أجل إفهام الناس هذا الأصل الذي يجب الحرص عليه والتحلي به على مستوى الفرد والجماعة، وإزالة كل تشويشات الذي فضلوا تشويه الدين مقابل مصالحهم العاجلة التي ستبوء بالفشل إذا ما تم التعاون على تحقيق هذا الوجه المضيء من التعبد الذي يرفع الله به العاملين له درجات. ومن جهته المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية حث على شحد الهمم لتزيين الدين الذي جاء ليحيى الناس حياة جميلة، واعتبر جيل التعليم العتيق في هذا العصر هو الأس الذي يجب أن يلعب هذا الدور لما توفرت له من حظوظ وظروف لم تتج للأجيال السابقة، حيث بات من حق طالب هذا التعليم ولوج عدد من المعاهد والمدارس العليا مما خوله فرصة إثبات ذاته والثقة في نفسه. وأضاف بأن مثل هذه الأنشطة الإبداعية تساهم في بناء الشخصية المحبة لدينها ووطنها وملكها، المحافظة على هويتها وخصوصيتها منفتحة على كل نافع في حضارة اليوم.ودعا الجميع إلى تشجيع الطبية على الانخراط في هذه المسابقات والأنشطة الثقافية والرياضية وجعلها جزءا في البرامج التعليمية. وقبل بداية التباري بين المؤسستين المتأهلتين قدم عضو المجلس العلمي الشعتاني ورقة تناول فيها أهمية الأنشطة التربوية المتمثلة في كونها الركيزة الأساسية لتحقيق التوازن الفكري كما تعمل على تكسير روتينية الفصل الدراسي. وحصر الأهداف المتوخاة من تنظيم هذه المسابقة في: – فتح المجال لتلميذ التعليم العتيق في صقل مواهبه، – الكشف عن القدرات والمؤهلات، – تأهيله للجمع بين الأصالة والمعاصرة، – تنمية الروح الجماعية بين طلبة التعليم العتيق، – دعم قدراته على الإبداع والتخيل. ثم انطلقت المرحلة النهائية من المسابقة بين مؤسسة الشريف الحميدي بمدشر عين السمن بجماعة أبي جديان، و مؤسسة القاضي عياض بالعرائش، حيث تنافس الطلبة في الإجابة على عدد من الأسئلة التي همت مجالات السيرة النبوية واللغة العربية والفرنسية والتاريخ والجغرافية وكذلك مواد التفتح كالإنشاد والمسرح وإعداد روبورتاج عن المؤسسة. كما خصص سؤال للجمهور، وقد أطر هذه المسابقة لجنة تحكيم مكونة من عدد من الأطر التربوية في مجال المواد المدرسة وكذلك متخصصين في مجال المسرح والروبورتاج. وقد احتلت مؤسسة القاضي عياض المرتبة الأولى، فيما عادت المرتبة الثانية لمؤسسة الشريف الحميدي. وأسدل الستار على هذه التظاهرة الدينية، بتوشيح الفائزين بشواهد تقديرية وجوائز مادية كانت عبارة عن لوحة إليكترونية رقم 10 لكل طالب بمؤسسة القاضي عياض ، ولوحة رقم 7 لكل طالب بمؤسسة الشريف الحميدي. كما سلمت جوائز لكل من مؤسسة الإمام الهبطي التي احتلت المرتبة الثالثة ومؤسسة عبدالجليل القصري التي احتلت المرتبة الرابعة، وشواهد تقديرية لمسؤولي هذه المؤسسات. وتم ختم هذه الصبحية الإيمانية التي عرفت حضورا متميزا غصت به قاعة دار الثقافة يرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير بالدعاء الصالح لأميرالمومنين جلالة الملك محمد السادس ولأفراد أسرته الشريفة والأمة المغربية والإسلامية جمعاء. وقد أدار برنامج هذه المسابقة بكفاءة عالية وحنكة السيدعبد العزيز الشنتوف