بعدما غزت الإنتفاضات الشعبية والمظاهرات السلمية العالم العربي،من أجل نيل الحرية و الكرامة المسلوبة منذ عقود كثيرة من طرف قلة من العائلات الحاكمة والمستبدة بنظام الحكم،و بعدما نجحت الثورات بإطاحة الأنظمة في تونس و في مصر انتقلت الإحتجاجات إلى مغربنا العزيز و عمت جميع مناطق المملكة بدون استتناء، و قوبلت كما هو متوقع بوابل من القمع والإعتقالات في صفوف المواطنين من جميع التيارات الفكرية ،سلفيون و يساريون و عدليون و أحرار،فتخلوا عن كل نزاعاتهم الفكرية و قبلوا اختلافاتهم و وحدهم القهر والإستبداد. بينما تراجعت الأحزاب السياسية عن الساحة النضالية و ظهر أبطال من نوع جديد ،قادة أحزاب لا داعي لذكر أسمائهم،فهم لم يكتفوا بالسكوت والمشاهدة بل وصل بهم النذل إلى أن يقفوا ضد حركة 20 فبراير و ضد خطواتها من أجل الحرية.كما تزامنت الحركة الإحتجاجية مع مجموعة من الظروف كأحداث مراكش الأليمة التي لا ندري سرها،و مهرجان موازين الذي فرق الصفوف بين مؤيد و معاعرض ،واعتقال الصحفي رشيد نيني رئيس تحرير جريدة المساء التي عودتنا كل يوم على كشف مواطن الفساد في النظام،فما كان هذا الإعتقال إلا بمتابة إنذار لكل صحافي حر سيحاول أن يعبر عن رأيه سياسة النظام في التعامل مع المستجدات.كل هاته الظروف تحاول عرقلة المسيرة التحريرية التي يخوضها الشعب نصره الله.إلا أن الشعب صامد لا يبالي و سيستمر الكفاح حتى النجاح إنشاء الله. إن ما يهمنا كثيرا في هاته المرحلة هو معرفة قواعد أساسية في رفع الإستبداد و قهره من أجل نيل الحرية و الكرامة و تحقيق العدالة الإجتماعية.إن كل ما يجب علينا فعله لتخطي الأزمة يتجلى فقط في مبادئ بسيطة: عدم الخوف و عدم الطاعة تم الوعي بالأزمة و تهييء البديل. لماذا لا نخاف؟ لأنه ليس هناك مماذا نخاف ،ألفنا القمع والضرب والإعتقال،كلها أسلحة قديمة لا بد للنظام أن يغيرها.ولو فكرنا قليلا لوجدنا أنه لا يوجد ما يكفي من السجون لكي تأوي كل المتضاهرين و لا توجد كتير من الهراوات لكسر ضهور جميع المواطنين. و حتى إن أردنا أن نخاف فيجب علينا أن نخاف من المستقبل الرهيب الذي ينتضرنا إن فاتتنا فرصة توحدنا الآن. ولماذا عدم الطاعة؟ فطاعة الحاكم هي التي تضمن استبداده بالشعب، فنحن الشعب من نبني و نصنع ، و نزرع ... لكن من دون أن نحصد.فكلمة 'لا' لها قوة عظيمة إن قلناها متحدين.ولو علمنا أنه حتى الشرطي، الذي يحمل الهراوة و يضرب بها أبناءه و إخوته،غير راض عن الوضع و غير قادر عن الإحتجاج مسلوب الرأي و ذلك ليس إلى لأنه خائف من الجهاز الذي ينتمي إليه.يا أخي الشرطي أنا أعلم أنك تتألم لخدمة الظلم و تتألم لقمعك أبناء شعبك و أعلم أنك خائف من أخيك الشرطي،و أنا أعلم أنك تتمنى أن لا يخرج أبناءك في المضاهرات حتى لا تضطر الإختيار بين خيارين صعبين.فأختر بين الطاعة و عدم الطاعة! وما يبقى أخيرا هو الوعي بالأزمة و تهييء البديل و ذلك لا يكون إلا بمعرفة مواطن الضعف والقوة في النظام المستبد،و معرفة الإنسان لحقوقه و واجباته و هذا يهيء له نضرة عن نظام بديل يحكمه بما يستحق من عدالة اجتماعة و حرية و كرامة. .قواعد بسيطة الفهم والتطبيق لا يسعنا إلا التفكير فيها قليلا و فهم الغاية منها حتى نتحرر من كل القيود Read more about by المدير العام