فل تعلم أيها الشيخ المسالم لا المسلم أن لهذا الوطن شعبا يحميه؛ شعبا لا يحاضر فقط في الشرف بل يناضل لأجله بجسده ودمائه الزكية؛ لا يتوارى خلف الدين لتبرير جبنه الذى لايبرره دين ولا فلسفة ولاقيم؛ ماعدا منطق التسلق والتملق والتكفير الذي لاتجد حبلا سواه تمارس عليه شطحاتك الوصولية. أريدك أن تفهم سيدي أن صكوك الغفران قد ولى عهدها وأن لهذا الشعب من التفكير مايؤهله لتحليل الخطاب ورفض الوصاية والحجر؛ بركتك المفضلة للسباحة. إن إعمال العقل في المسألة قد يقودنا للعهر من منظور من يرون في الفكر آداة انزياح عن تقاليدهم وتأويلاتهم المبجلة المقدسة؛ وقد يقودنا للتساؤل عن مدى مشروعية فتاوى مفتيها يسب علانية وهذا مايتنافى مع أصول الدين والسنة وربما يدخل في إطار ̈التنابز بالألقاب ̈ و ̈قذف المحصنات ̈ ممن يرون في العفو عن المغتصب آغتصابا لكرامة المواطن؛ إن هذا التواطؤ ليعتبر اشتراكا في الجريمة وتحريضا عليها من موقعكم الديني المصون رعاه الله؛ وعليه فإنني كواحد من عاهرات هذا الوطن أعلن تشبتي بهذا العهر المقدس فلا توبة حتى محاكمة المسؤولين عن هذه المهزلة الجارحة. وختاما حاولت كثيراً أن أبرر هذا الهجوم العنيف على الشرفاء من أبنائي بلدي؛ وبما أنني لا أجيد سوى التفكير منهجاً للتحليل؛ فقد توصلت إلى خلاصة مفادها: أن لاشعورك الغلماني يجعلك ترى المسألة بديهية لاجريمة فيها ولا تستدعي كل هذه الضجة. أو ربما قد يشكل سحب العفو عن دانييل خطرا على من استفادوا من العفو سابقا بشكل قد يكون فيه ما فيه وعليه ماعليه؛ سلاما على ناكر الجميل، سلاما على الردة في وجهها البشع..... في انتظار الرد المظفر هياضة