تسببت أموال النفط في ثراء وازدهار قطر، لكنها في المقابل أحدثت معدلات مقلقة من السمنة وزيادة الوزن، دفعت أمير البلاد حمد بن خليفة الثاني لأن يقرر محاربتها بدفع مواطنيه إلى ممارسة الرياضة ليوم. وأقرت قطر العام الماضي اليوم الوطني للرياضة، الذي يقام هذا العام للمرة الثانية، حيث يكون الثلاثاء الثاني من فبراير/شباط عطلة لجميع موظفي البلاد، فيما تنظم مسابقة لإنقاص الوزن. ليس الأمر عبثا، فالأرباح الطائلة للنفط والغاز اقترنت بعادات سيئة، مثل قلة الحركة وتناول الأطعام المضرة، وهو ما تسبب في ارتفاع معدلات الوزن الزائد إلى 70% والسمنة إلى 41%. ويقر سبعة من كل عشرة قطريين بأنهم لا يمارسون أي نشاط بدني، بحسب أحدث استطلاع أجراه مجلس الصحة القطري، الجهة المسئولة عن إدارة القطاع في البلاد. وتشير هذه الدراسة كذلك إلى أن معدل استدارة الوسط عند القطريين يصل إلى 99.9 سنتيمترا عند الرجال و90 سنتيمترا عند السيدات. كما كشف الاستطلاع، الذي أجري في الربع الأخير من عام 2012 على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما، أن أكثر من 16% من القطريين يدخنون، و16.7% مصابون بالسكر (بزيادة سبع نقاط مئوية عن المتوسط العالمي) و91% يأكلون أقل من خمس ثمرات فاكهة يوميا. ودفعت هذه الصورة الأمير، الذي ضرب مثالا بنفسه وفقد عدة كيلوجرامات خلال الأشهر الأخيرة، إلى أن يقر في 2012 اليوم الوطني للرياضة، بمبادرة من ولي العهد الأمير تميم. ويتضمن اليوم تنظيم أنشطة رياضية ترضي جميع الأذواق، تنظمها شركات عامة وخاصة. وتتولى أسرع امرأة في البلاد وأولى مواطناتها مشاركة في الدورات الأوليمبية خلال "لندن 2012"، العداءة نور المالكي، مهمة سفيرة الحدث، حيث قالت في تصريحات صحفية "ممارسة الرياضة، وخاصة ألعاب القوى، غيرت حياتي". وتوضح المالكي "للأمانة، لم أحقق بعد أمورا كثيرة، أود مواصلة العدو وأن أصبح يوما ما مثالا يحتذى به للأجيال المقبلة"، موصية النساء على وجه الخصوص بممارسة الرياضة. ويتضمن اليوم هذا العام مسابقة وطنية لإنقاص الوزن، تهدف للترويج لفوائد الصحة ولنظام حياة نشيط، مفتوحة للرجال والسيدات من أجل المشاركة بها. ويقدم للمشاركين في المسابقة دعم خلال فترتها التي تستمر عاما كاملا، بتدريبات منتظمة ومؤتمرات علمية، فضلا عن برنامج رياضي المشاركة فيه إجبارية. ورغم أن على المشاركين قيد أسمائهم اليوم، فإنهم لن يحصلوا على جوائزهم حتى 2014 ، شريطة أن يفقدوا الوزن الزائد عن الطبيعي بالنسبة لهم. وبعيدا عن هذه المسابقة، تنظم عدد من الرياضات تمثل خيارات متنوعة أمام المواطنين الذين يخرجون اليوم بحثا عن نشاط بدني في نقطة من تسع محددة في العاصمة الدوحة. ويدلل استطلاع مجلس الصحة القطري على أن عددا كبيرا من مرضى السكري لا يتسبب في عواقب سلبية فقط على من يعانون منه، وإنما على مجموع السكان بشكل عام، الذين ينفقون 20% من ميزانية الصحة على علاج هذا المرض. وأوضحت الدكتورة شرود الجندي مدير البرامج في الجمعية القطرية للسكري في تصريحات لوكالة (إفي) أن "انتشار سكري الدرجة الثانية لدى المراهقين في البلاد قد ارتفع بمعدل كبير، وجميع العاملين في القطاع يدرسون استراتيجية لإيقاف ذلك". وتضيف "زيادة الوزن وأسلوب حياة لا يعتمد على النشاط البدني، فضلا عن تاريخ أسري لسكري الدرجة الثانية، تحمل خطرا مرتفعا للإصابة بالمطر". ومنذ 2006 لم تتغير العادات غير الصحية لدى القطريين، بل ساءت. وأشار الاستطلاع العالمي للصحة الذي أجري عام 2006 أن 11% من مواطني قطر يدخنون يوميا، في نسبة زادت خلال الربع الأخير من 2012 إلى 14.7%.