قال عز الدين الإبراهيمي، رئيس مختبر البيوتكنولوجيا الطبية التابع لكلية الطب والصيدلة بالرباط، إن إقامة عيد الأضحى كانت سببا رئيسيا في ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في المغرب بعد رفع الحجر الصحي.وأضاف الإبراهيمي، في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني مساء الأربعاء، أن المقاربة التي نهجها المغرب في البداية لمواجهة جائحة فيروس كورونا كانت صحيحة، "حتى أصبح الناس يتحدثون عن الاستثناء المغربي، بل إننا حتى من الناحية العلمية ذهبنا في اتجاه فرضية وجود خاصية للفيروس في المغرب، ولكن جاء عيد الأضحى وخلف كثيرا من الضحايا". وعبر الإبراهيمي عن أسفه للطريقة التي يتم التواصل بها مع المواطن المغربي بخصوص تطور جائحة فيروس كورونا، قائلا حين حديثه عن أسباب ارتفاع عدد الوفيات بسبب الفيروس: "محزن جدا ألا تكون هناك مقاربة تشاركية من طرف (وزارة) الصحة مع الباحثين لكي تكون لدينا معطيات مغربية صافية، بدل أن نستعين بالمعطيات الأجنبية". وفسّر البروفيسور المغربي سبب ارتفاع عدد الوفيات بفيروس كورونا في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة بارتفاع عدد المصابين، ووصول الفيروس إلى الفئات الهشة التي يسهل الفتك بها، مثل المسنّين والمصابين بأمراض مزمنة، داعيا في هذا الإطار إلى العمل على تخفيض نسبة السمنة في صفوف المواطنين، باعتبارها من العوامل الرئيسية للإصابة بفيروس كورونا، لكونها تسبب مجموعة من الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط الدموي. وتوقف مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية عند عملية تواصل وزارة الصحة مع المواطنين، متسائلا: "هل حصة للتواصل التي تبثها الوزارة على السادسة مساء مُجدية؟"، وأردف مجيبا عن سؤاله بأن "ثمة حاجة ملحّة إلى تغيير عملية التواصل المتّبعة حاليا، وذلك بمدّ المغاربة بمعلومات ومعطيات وأرقام دقيقة وشفافة ترفع الّلبس الذي يحفّ عددا من جوانب فيروس كورونا". وأضاف المتحدث ذاته أن المغاربة يطرحون عددا من الأسئلة دون أن يجدوا من يجيبهم عنها، من قبيل ارتفاع عدد الوفيات، وأسبابها، وأعمار المتوفين، وسبب قلة عدد المصابين خلال فترة الحجر وارتفاعه بعد رفع الحجر… مشددا على أن الوقت قد حان "للخروج من هذه القوقعة، لأن هناك ذكاء جماعيا ما فتئ ينمو، ولا بد من مواكبته بخطة تواصلية جيدة، تُوصل المعلومة بشكل شفاف وواضح". ونبّه إلى أن غياب تواصل فعّال من جانب وزارة الصحة لا يؤدي فقط إلى افتقار المواطنين إلى المعلومة الصحيحة، بل يدفع إلى شيوع فكرة المؤامرة في صفوفهم، ومن ثَمَّ يتهدم اقتناعهم بالنظريات والمقاربات العلمية المؤسَّسة على أسس صحيحة، والتشكيك في كل شيء، لافتا إلى أن الاعتقاد بأن الجائحة مؤامرة يشكّل خطرا على الأمن الصحي ككل. وخلُص الإبراهيمي إلى أن جائحة فيروس كورونا بيّنت أن الصحة والتعليم والبحث العلمي ضرورة ملحّة لا نقاش فيها، مضيفا: "نحن بحاجة اليوم إلى إعطاء الأولوية لتكوين أطباء المستعجلات والإنعاش، وتوظيف عدد كاف منهم، من أجل مواجهة الأوبئة، مع ضرورة تحفيزهم؛ إذ لا يعقل أن يحصل الطبيب عند تخرّجه بعد سبعة أعوام من دراسة الطب والتكوين فيه على سبعة آلاف درهم".