“تعد بدون أدنى شك من أكثر السفيرات الرياضيات تاثيرا”(غوينيت بالثرو ممثلة، أمريكية). الرياضة من القطاعات الحيوية التي يتزايد الإقبال عليها من طرف المواطنين وخاصة الشباب سواء المتمدرسين منهم او غيرهم لدواع صحية وترفيهية فهي وسيلة لتصريف الطاقات واكتساب قيم إيجابية كالالتزام والعزيمة والمرونة والسعي وراء النجاح لذلك توليها الدولة المغربية بالغ الاهتمام عن طريق مؤسسات وطنية ممثلة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، والجامعات الرياضية ومع استشراف بلادنا لاقرار نمودج تنموي جديد بات من اللازم ان تصير قطاعا منتجا للثروة يساهم في الناتج الخام ويساهم في التنمية وتطوير قطاعات أخرى موازية كالصناعة والسياحة والخدمات. لذلك يجب اعداد الكفاءات الوطنية سواء في الميادين الرياضية او في التدبيرالمحكم لشؤون الرياضة من موقع المسؤولية ومراكز القراروما نوال المتوكل الا واحدة من هذه الكفاءات النسائية التي تبعث على الفخر والاعتزاز، فمن منا لا يذكر تلك العداءة البطلة التي رفعت راية الوطن عاليا في أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984م عندما فازت بسباق 400متر حواجز بميدالية ذهبية لتصبح رمزا رياضيا تفخر به النساء المغربيات والافريقيات عموما تقول:(لقد هاتفي الملك الحسن الثاني عقب عبوري لخط نهاية السباق ببضعة دقائق ثم قال لي : اني في غاية الفخر بك يانوال دولة المغرب باكملها في غاية السعادة والفخر بإنجازك.) لم تتمالك نوال نفسها من الفرحة بهذه المكالمة التي شرفتها ورفعتها إلى قمة السعادة والانتشاد فقد ظلت تستحضرها بفخر واعتزاز كبيرين، كما تذكر الاستقبال الجماهيري الذي خصصه جلالته لها ولسعيد اعويطة إثر عودتهما إلى أرض الوطن بطلين متوجين. ونوال المتوكل نشات في بيت رياضي فابوها كان يمارس الجودو واخوتها يمارسون العاب القوى مما جعلها تعشق الرياضة وتسعى لممارستها بالانخراط في النادي الرياضي البلدي بالدار البيضاء وهي بنت الخامسة عشرة من عمرها،لتكون الانطلاقة الي رحلة التتويج وتحطيم الأرقام القياسية بسباق 400متر حواجز وتحكي نوال المتوكل انها كلما قفزت على احد الحواجز تتوقع العقبات التي تعترض حياة الإنسان والتي يجب أن يتخطاها ويتجاوزها لاستشراف النجاح والتفوق. فبالموازة مع الرياضة كانت نوال تتابع دراستها بتشجيع وتوجيه من والدها بعد حصولها على منحة من جامعة ايوا الأمريكية إذ حصلت على دبلوم في علوم التربية البدنية. ونظرا لمؤهلاتها في مجال الرياضة ستحظى بالتعيين ككاتبة الدولة لوزارة الشباب والرياضة في حكومة عبد اللطيف الفيلالي 1997ووزيرة لنفس القطاع في حكومة عباس الفاسي2007م وقد هيأت مشاريع وبرامج للنهوض بقطاع الرياضة مستهدفة الشباب حيث دعت الي تعزيز البنية التحتية وتهييئ فضادات لممارسة الرياضة في المدارس والاحياد وتكوين فرق نسوية لكرة القدم على سبيل المثال لا الحصر. ونوال المتوكل انضمت لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية وتدرجت في المناصب المهمة باللجنة التنفيذية الي ان وصلت لدرجة نائب رئيس اللجنة في 2012م كما تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة. وفي2016اشرفت على الأعمال التحضيرية لدورة الألعاب الأولمبية 2016 المقامة في ريو دي جنيرو بالبرازيل كما تشرف على اختيار المدينة التي ستنال فرصة استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2024م فالبطلة نوال المتوكل باصرارها وعزيمتها استطاعت ان تحقق حلمها وتبلغ طموحها سواد في الميدان الرياضي او في مركز القرار فكانت قدوة ونمودجا للمرأة الناجحة التي تخطت كل الصعاب وحطمت كل الحواجز. قال عنها البطل العالمي الأولمبي الأمريكي السابق ادوين موزيس :(لقد تخطت نوال خلال مسيرتها الرياضية حواجز كثيرة).