لا زال زمن الكورونا يجود علينا بكشوفاته وتجلياته.. ما إن يتنفس صبح جديد ..إلا و تطفو على السطح ظواهر غريبة.. لا يمكن الجزم أنها جديدة ولم تكن موجودة .. لكن فقط تظهر الآن بزي مختلف.. وأشد إبداعا!!!.. فمباشرة بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية في عموم الوطن.. القرار الذي أملته الارقام المهولة لفيروس كورونا على مستوى العالم.. و زكته هشاشة المنظومة الصحية الوطنية.. وبينما نحن ننتظر تفاعلا مجتمعيا ايجابيا، تماشيا مع منطق الاستباق الذي انتهجته الدولة في هذا المضمار… تخرج علينا أسراب من “الكائنات الغوغائية”، تكبر و تهلل في طنجة، تلتها كائنات أخرى في مدينة ثانية تحارب الفيروس بشعارات فجة ومضحكة صادرة عن جماجم فارغة تحملها أجساد فضائية!! لأول مرة في حياتي أرى مجموعات بشرية تستقبل فيروسا بالتهليل و التكبير و الهتافات!.. لأول مرة.. أشهد قتيلا يصفق لقاتله! لم يعرف التاريخ قط مدنا تستقبل أعداءها بالتكبير.. فطروادة لم تستقبل فاتحيها إلا بالرماح و الدماء.. و غرناطة لم تسلم بالتهليل و الزغاريد!.. يحكي التاريخ.. أن أميرها عبد الله الصغير سلم مفاتيحها وهو يبكي بكاء النساء!!! ويزداد الوضع قتامة مع تدافعات بشرية شبه أفعوانية في محطة ولاد زيان.. و ما أدراك ما محطة ولاد زيان!!! فيالق من الناس تتدافع من أجل تذكرة العبور! ..العبور إلى أين؟! العبور من قضاء الله وقدره إلى قضاء الله وقدره!!! إنه زمن الكورونا الملعونة.. التي ما فتئت تحول بعض التجار إلى مصاصي دماء.. وتحول الرعاع إلى كائنات مقيتة ومجنونة!!! خفافيش أخرى تخرج في دجى فاس.. تستدعي، بغباءها خفافيش يوهان الصينية، ضاربة عرض الحائط بحزمة من الإجراءات الحكومية لصد الوباء.. غير عابئة بطوابير من شيوخ الوطن وعجائزه اللواتي يضعن أياديهن اليمنى على قلوبهن، بينما يكتب حمام الموت الحروف الأولى من أسمائهن على شواهد رموسهن. هذا يدفع كل إنسان حصيف إلى الاستنتاج.. أن هذه الكورونا ستغير من عالمنا الكثير والكثير.. ستعيد تشكيل أحاسيسنا و سلوكياتنا .. وستقلب فسيفساء مجتمعنا رأسا على عقب!!! إن ما يجب أن يخشاه الوطن ليس هو الكورونا ببعدها البيولوجي.. بل هو وباء آخر يسميه العارفون “كورونا العقول”!!! هي النوع الثالث و المتجدد و الأخطر من هذا الوباء.. كورونا من إنتاج مغربي.. كورونا منمقة بالفسيفساء الفاسية، ومتوجة بالشاشية الطنجية.. وباء يحول رؤوس الرجال إلى جماجم مجوفة تفوح منها رائحة الخواء الممزوجة بصدأ التاريخ المنسي!!! لك الله يا وطني!!! وتبا لكل الكائنات الكورونية!!!