السمة البارزة في الساحة التقافية المغربية تتمتل في وجود فراغ قاتل سواء على مستوى العمل الجمعوي او على مستوى الدوريات والجرائد التي تسعى لطرح ملفات يمكن أن نميز فيهابين الاساسي والتانوي لدرجة تدفع الى القول بغياب شبه تام لقضايا الصراع الفكري او التقافي في مقابل هجوم على اصوات بعض المفكرين المتنورين متل الاستاذ احمد عصيد والتي تمكنت من تكسير بعض الطابوهات التي تدخل في إطار المسكوت عنه في التقافة المغربية باعتبارها جزءا من تقافة عربية سائدة يطغى عليها تقديس الترات بشكل اعمى. ان غياب المتقف عن خوض قضايا الصراع التقافي يمكن أن نجد له تفسيرا في ارتفاع اصوات التكفير والتهديد بالقتل في ظل وجود مناخ سياسي تسود فيه المحافظة السياسية بكل تجلياتها . اذا كان تحريم التفكير يستند لغياب العقل النقدي في التعاطي مع الترات الإسلامي باعتباره ابرز مكون في التقافة المغربية والعربية فان المدخل الاساسي لتجاوز أزمة الفراغ هاته يتمتل في ضرورة انخراط النخب الفكرية والتقافية في مشروع تنويري مع ايجاد مساحات جديدة في الممارسة والانشطة التقافية يتنادى فيها الجميع بوعي مسبق باهمية الفصل بين الترات الديني والنص المقدس من جهة وبين الاسلام كعقيدة والاسلام كتاريخ يحمل صناعة بشرية