عن دار حروف الكويتية للنشر والتوزيع، صدر مؤخرا للكاتبة المغربية سناء بنعتو باكورة أعمالها الأدبية التي جاءت على شكل رواية حملت عنوان “زهرة العوسج”. الرواية التي جاءت في 342 صفحة من الحجم المتوسط، تحكي عن قيم الصداقة والمحبة والعائلة، “وهي عبارة عن رحلة لأشخاص يشبهوننا، يحاولون إيجاد ذواتهم في هذا العالم المليء بالمتناقضات والتحديات… والتحدي بالنسبة لهم كان تقبل ماضيهم ونقائصهم ومحاولة المضي قدما وتغيير واقعهم للأفضل”، بتعبير الروائية المغربية. وأوضحت بنعتو في تصريح لهسبريس، بمناسبة إصدارها الجديد، أنها بدأت الكتابة من خلال النثر الشعري والمقالات، التي توّجت بسلسلة إلكترونية اختارت لها عنوان “معلمة من المغرب المنسي”، قبل أن تخوض غمار كتابة الرواية وهي في مرحلة الثانوية، “التي لم يكتب لها النشر، قبل أن أكتب هذه الرواية التي صدرت ورقيا عن دار حروف”. وعن سرّ اختيار جنس الرواية رغم صعوبته وضرورة وجود نفَس طويل لكاتبته، تقول بنعتو: “إن اختياري في الحقيقة نابع من إيماني بأن الرواية تمنح مساحة للكاتب لبسط فكره والتوسع فيه، كما أنها تسمح له بإطلاق العنان للخيال وترجمة هموم جيله ومجتمعه بأفضل طريقة ممكنة”. وبخصوص الصعوبات التي واجهتها في إيجاد ناشر لعملها الأول، قالت بنعتو: “الشكر هنا لدار حروف التي فتحت أبوابها للكتاب الشباب الذين لم يسبق لهم نشر أية أعمال سابقة، وبالتحديد كانت هذه هي أكبر صعوبة: أن تنجح في التواصل مع دور النشر المعروفة وأنت لا تملك اسما في الساحة الأدبية، وكذلك عدم الحصول على معلومات وافية عن شروط النشر لدى هذه الدور”. رواية “زهرة العوسج” مكتوبة بأسلوب جزل بسيط لا يخلو من جمالية، حيث تجيد بنعتّو الكتابة السهلة الممتنعة لتقوم باستدراج القارئ للغوص في عوالم الرواية من الصفحة الأولى، حيث نقرأ “خرجت يومها أجر أذيال الخيبة، مصابة بنوع من الرهبة والذهول، مدركة تماما ممّا أهرب، لكنني كنت أجهل إلى أين أتجه.. كانت المشاريع تتخاصم بداخلي، كان هناك مزيج من كل شيء، فرح بالنجاة، خوف من المجهول، حسرة على من تركتهم ورائي، توجس مما ينتظرني، قلق على مصير من أنقذني…”. بغير قليل من الغموض إذن، تفتح بنعتّو شهية القارئ كي يقلب بقية الصفحات باحثا عن مصائر أبطال يعيش معظمهم معيشةً ضنكاً في قرية نائية، لكنهم لا يكفّون عن البحث عن بصيص أمل لا ينقطع عنهم نورُه، ليغوص بعدها في عوالم تصنعها الكاتبة بطريقتها الخاصة وأسلوبها الماتع.