كان لأهل القصر الكبير يوم أمس الجمعة موعد مع حادث مأساوي آخر بطله قطار المكتب الوطني للسكك الحديدية بمدينة القصر الكبير، وحتى إن كان الاختلاف في نوع القطار الذي كان بالأمس قطار نقل بضائع وفي المكان بالممر الثانوي قرب ثكنة القوات المساعدة إلا أن الجريمة والأداة والنتيجة تبقى واحدة، ووقع هذا الحادث وسكان مدينة القصر الكبير لا زالوا يتألمون على إصابة المناضل زكرياء الساحلي بحادث يوم 24 أبريل 2011 نتج عنه بتر رجلاه التي لم ترحمها عجلات القطار الحديدي، بالإضافة إلى خبر الرجل الذي لقي مصرعه في نفس اليوم على يد قطار ONCF. حيث صدم قطار لنقل البضائع سيد حتى تحول إلى أشلاء، وصارت أجزاءه مثناثرة هنا وهناك ودماؤه تملأ المكان وبقايا لحمه المبثورة من جسمه، وحضر إلى عين المكان كل من القائد المسؤول عن مقاطعة المنطقة وبعض رجال المكتب الوطني للسكك الحديدية و رجال الشرطة ورجال الإسعاف، فعمل رجال الإسعاف على جمع أشلاء الرجل الذي لم يعرف لا سنه ولا ماهي هويته كما عملوا على حرق بقاياه بالبنزين إلا أنها رفضت نقل تلك الأشلاء إلى بعد حضور الطبيب الشرعي الذي ظل لساعات بعد ان حضر. إن نزيف أرواح أبناء القصر الكبير ونزيف دمائهم وحرمانهم حق العيش والتمتع بشبابهم وحياتهم كياأيها الناس على يد قطارات المكتب الوطني السكك الحديدية لم يعد بالإمكان السكوت عنه والمكوث مكتوفي الأيدي، بل يستحق إعادة النظر كما يستحق الوقوف وقفة رجل واحد والتنسيق بين مختلف الأحزاب وهيئات المجتمع المدني وذلك لجعل سكة الحديد تمر خارج المدينة كباقي المدن او على الأقل تمر من منطقة معزولة عن تجمع الناس وكذا الالتماس ممن يشرفون على هذا المكتب أن يعيدوا النظر أيضا في قوانينهم فكيف إذا جرح أو قتل احدهم على يد قطار يؤدي بدوره 3 ملايين سنتيم، هل هذا القطار يمثل القمة الأعلى للقانون الطرقي او السككي؟؟ ولايفوتنا أن نجدد ان نعلن تضامننا المطلق مع ضحايا المكتب الوطني للسكك الحديدية وضحايا الإهمال والفساد الطبي بمدينة القصر الكبير وإقليم العرائش ونخص بالذكر المناضل الرفيق زكرياء الساحلي.