أفرجت السلطات الإسرائيلية ظهر الثلاثاء عن لاعب منتخب كرة القدم الأسير الفلسطيني محمود السرسك الذي خاض إضرابا عن الطعام لأكثر من تسعين يوما، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس". ووصل السرسك في سيارة إسعاف فلسطينية الى الجانب الفلسطيني في حاجز بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة حيث كان مئات الفلسطينيين بينهم والداه في الاستقبال الشعبي. وأحاط عشرات المواطنين بسيارة الإسعاف التي كانت تقل السرسك وهم يرددون هتافات منها "الانتصار الانتصار والحرية للأسرى". وقال السرسك فور وصوله "لا أستطيع أن أعبر عن مدى الفرحة وفي نفس الوقت لا أنسى صرخات الأسرى الذين لا زالوا في السجون الإسرائيلية، هذا انتصار للأسرى"، مضيفا "أشكر كل الجهات الفلسطينية والعربية والدولية وكل الناس الذين وقفوا معي". من جانبها عبرت والدة السرسك عن سعادتها ب"انتصار" ابنها في معركة "الأمعاء الخاوية" بإضرابه عن الطعام، وقالت "أنا فخورة بأن محمود انتصر على السجانين الإسرائيليين وأتمنى أن يفرج عن كل الأسرى". وفور وصوله إلى غزة نقل السرسك الى مستشفى الشفاء بالمدينة حيث أجريت له الفحوص الطبية قبل أن يغادر المستشفى، الذي تجمع فيه مئات من المواطنين لاستقباله، باتجاه منزله في رفح في جنوب قطاع غزة حيث تنظم المنظمات الوطنية والإسلامية مهرجانا شعبيا احتفاء بالإفراج عنه. وأكد الأطباء في مستشفى الشفاء أنه تم إجراء الفحوص الطبية "اللازمة" للسرسك الذي بدا متعبا لكن "صحته مطمئنة وجيدة". وكان السرسك خاص إضرابا عن الطعام امتد أكثر من 90 يوما احتجاجا على اعتقاله إداريا قبل التوصل الى اتفاق بينه وبين مصلحة السجون الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع قضى بوقف إضرابه والإفراج عنه في العاشر من تموز/يوليو. واعتبر نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء أن الإفراج عن السرسك "انتصار أسطوري"، مؤكدا أن الأسير المفرج عنه "سجل خلال إضرابه عن الطعام رقما قياسيا عالميا". وشدد عزام على أن "الشعب الفلسطيني لا زال متمسكا بحقوقه"، والإفراج عن السرسك "ليس إنجازا لحركة الجهاد التي ينتمي لها فقط بل لكل شرائح الشعب الفلسطيني الذي ساند محمود". ورفع المستقبلون وبينهم عشرات النساء والأطفال أعلاما فلسطينية وصورا للسرسك وعدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية وكتب على صورة للسرسك "الحرية والانتصار للاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم محمود السرسك". وشارك في استقبال السرسك أيضا عشرات من لاعبي كرة القدم المحليين. وكان محمود السرسك نقل لتلقي العلاج في مستشفى إسرائيلي بسبب تدهور حالته الصحية مرات عدة. واعتقل السرسك في تموز/يوليو 2009 على حاجز ايريز الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل أثناء توجهه الى الضفة الغربية لتوقيع عقد احترافي مع فريق كرة قدم في الضفة. وشارك السرسك قبل اعتقاله في مباريات عدة مع المنتخب الفلسطيني في دول عربية وأوروبية.