هناك سببا يدفع الأرجنتين للسعادة بما تحقق خلال الجولة الآسيوية الأخيرة , تحت قيادة المدرب الجديد اليخاندرو سابيلا . فالنجم ليونيل ميسي تألق والفريق الأرجنتيني نجح في الفوز في المباراتين اللتين خاضهما , كما أن مسئولي كرة القدم الأرجنتينية حصدوا ملايين الدولارات من وراء هذه الجولة. وقال سابيلا 56" عاما" "اسبوع من العمل , للتعرف على اللاعبين وتحقيق نتيجتين إيجابيتين , مباريات هامة للغاية لبدء العمل بشكل هادئ". وفاز المنتخب الارجنتيني على نظيره الفنزويلي "1صفر في كولكاتا ثم تغلب على نيجيريا 1/3 في دكا عاصمة بنجلاديش. ويعد المنتخب الأرجنتيني أحد أقطاب كرة القدم بعد فوزه بلقب كأس العالم مرتين , بجانب صناعة نجوم أسطورية امثال دييجو مارادونا , ولكن الفريق يعيش أزمة ثقة منذ ذلك الحين رغم وجود ميسي , الذي يصبح افضل لاعبي العالم حين يرتدي قميص برشلونة الأسباني ولكن الوضع يختلف تماما حين يتحول لارتداء قميص بلاده. وفي بداية مشوار المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة سابيلا , أظهر الفريق نزعة الاحتفاظ بالكرة وتقديم برهان حول القوة الهجومية له , بوجود ميسي وأمثال خوسيه سوسا وانخيل دي ماريا وجونزالو هيجوين , ولكن الاخطاء الدفاعية استمرت كما كان يحدث في الأعوام الماضية. وسار سابيلا على عكس سابقيه , سيرجيو باتيستا ومارادونا , حيث منح ميسي شارة قيادة الفريق , ليظهر الأخير بمستوى جيد. وقال سابيلا عقب الفوز على نيجيريا "ميسي لم يسجل أهداف , ولكنه صنعها , لقد كان رجل المباراة الأول , لا يهم إذا سجل أهداف أو لم يحرز". وصنع ميسي الهدف الأول لهيجوين قبل ان يساهم في صناعة الهدف الثاني الذي تكفل أنخيل دي ماريا بتسجيله. وبجانب حمل شارة قيادة الفريق فإن ميسي كشف عن أنه يلعب الآن دورا بارزا في منتخب بلاده. وأوضح ميسي "أدين بالاحترام لزملائي في حصولي على شارة قيادة الفريق". وما لم يتغير عن المرات السابقة هو الجاذبية التي يتمتع بها ميسي والمنافع التي يؤديها إلى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. وخاض الفريق الأرجنتيني مباراتين في الهند وبنجلاديش. وتابع تدريبات الفريق الأرجنتيني في بنجلاديش حوالي 20 الف مشجع دفع كل منهم 13 دولار , لتحصد إحدى أفقر دول العالم مبلغا ضخما من وراء مهاويس كرة القدم. ودفع اتحاد بنجلاديش لكرة القدم اربعة ملايين دولار من أجل إغراء المنتخب الأرجنتيني بمواجهة نيجيريا هناك , حيث بلغ أرخص سعر للتذكرة 100 دولار , مما دفع الجماهير لتوجيه انتقادات حادة. وقال انور الحاج هلال رئيس اللجنة المنظمة للمباراة "إذا اردت مشاهدة ميسي وهو يلعب , فعليك أن تدفع". وشارك ميسي في المباراتين منذ البداية وحتى النهاية في آسيا , ولم يسجل أهداف , ولكنه حظى بموجة من التصفيق كلما لمس الكرة , بعدما قدم للجماهير فاصلا من المهارات التي لم تشهدها من قبل على الطبيعة. ويمكن لميسي الآن أن يعود إلى برشلونة والابتسامة تعلو شفتيه , بعد أن كان يعيش كابوسا حقيقيا عقب خروج بلاده من دور الثمانية لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها الأرجنتين في تموز/يوليو الماضي.