يواصل المنتخب الوطني معسكره الإعدادي بمركز ماربيا لكرة القدم في سياق تحضيراته لنهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع تنظيمها أواخر الشهر الجاري بكل من الغابون وغينيا الاستوائية،والتي سيستهلها بمواجهة المنتخب التونسي في ديربي مغاربي حارق. وتدور استعدادات العناصر الوطنية جنوبإقليم الأندلس تحت حرارة تبلغ 15 درجة في وقت ستخوض فيها منافسات العرس القاري بليبروفيل تحت حرارة معدلها 27 درجة، وهو ما يشكل تباينا في طبيعة الأجواء المناخية بين مكان التحضيرات والمدن التي ستحتضن المباريات، مما جعل بعض المخاوف تطفو على السطح مخافة انعكاسها بشكل سلبي على المردود العام للمنتخب لتنضاف إلى اكراهات قلة تنافسية بعض العناصر وإصابات البعض الآخر. وأكد حمادي حميدوش، مدرب شباب الريف الحسيمي، أن التباين في درجة الحرارة بين مكان التحضير والبلد الذي سيحتضن مباريات المنتخب يمكن أن يؤثر سلبا على العناصر الوطنية، عازيا ذلك إلى كون الأجواء بأوروبا مغايرة تماما لما تعرفه القارة السمراء، خصوصا الغابون. وأوضح حميدوش في اتصال أجرته معه «المساء» أن المنتخب استعد في المركز ذاته لمنافسة دارت رحاها بتونس، مبرزا أن مدة التحضير غير كافية، وتابع قائلا:» المباراة الأولى لن تطرح بعض المشاكل على المنتخب في الوقت الذي من المنتظر أن تظهر فيه التأثيرات خلال المبارتين الثانية والثالثة، وأعتقد أن معرفة غيريتس بالمجموعة جعلته يكتفي ببرمجة مباراة واحدة، غير أن ما أتمناه هو أن يكون الاحتياطيون في مستوى جاهزية الرسميين، خصوصا أننا نسعى للذهاب بعيدا في مسابقة يبقى الاستعانة فيها بجميع العناصر أمرا واردا». من جهته أكد المحلل الرياضي إدريس عبيس أن الظروف المناخية المرتقب تسجيلها في المباراة تختلف بشكل كبير عن تلك التي تشهدها تحضيرات المنتخب بمركز ماربيا، مشيرا إلى أن درجة الحرارة ونسبة الارتفاع عن سطح البحر ومعدل الرطوبة بعيدة كل البعد عن تلك التي تشهدها ليبروفيل، وهو ما قال إنه قد يطرح مشاكل أمام العناصر الوطنية. وأوضح عبيس أن المنتخب التونسي فطن لهذه النقطة مما يفسر خوضه لمعسكر إعدادي بالإمارات بهدف التحضير في أجواء مماثلة حيث الظروف مشابهة نوعا ما لما هي عليه بالغابون، وتابع قائلا:» صحيح أن المنتخب سنة 2004 استعد بالمركز ذاته لكن المسابقة أجريت فوق الملاعب التونسية التي لا يختلف طقسها كثيرا عما تعرفه المدن الاسبانية الجنوبية». وفي سياق متصل، أكد جمال السلامي، مدرب الفتح الرباطي، أن غيريتس وضع البرنامج التحضيري انطلاقا من مجموعة من المعطيات والجوانب التي قرر الاعتماد عليها في التحضيرات مع استحضار الاكراهات التي قد يواجهها، والتي يأتي في مقدمتها قلة تنافسية بعض اللاعبين واصابات آخرين. وتمنى السلامي أن تكون الفترة الإعدادية ايجابية على ضوء الاكراهات المطروحة، موضحا أن اللاعبين المصابين لن يستطيعوا تحمل التحضير في أجواء حارة نتيجة الاجهاد المتكرر الذي قد يطالهم، قبل أن يختم كلامه قائلا:» لا يمكن التسرع في إصدار حكم تبقى وحدها النتائج كفيلة بتحديد طبيعته، وأظن أن 15 يوما، بينها 10 أيام بماربيا، كافية إذا ما كانت المجموعة متشبثة بروح التضامن ومتشبعة بثقافة التعاون».