انتهى حوار العاصمتين العلمية والإسماعيلية بنتيجة هدف وحيد مقابل لاشيء لمصلحة المغرب الفاسي على حساب النادي المكناسي, فما شهده المستطيل الأخضر بمجمع الأمير مولاي عبد الله كان حوارا تكتيكيا محضا غلب عليه عامل الحيطة والحذر وأيضا الأرضية التي لم تكن في المستوى آلت دون اعتماد الفريقين على نهج هجومي كان بإمكانه أن يضيف الإثارة والتشويق على هذه المواجهة. دخل الماصويون هذا النهائي وهم يتقمصون شخصية البطل أو الزعيم القاري, هذا ما أعطاهم دفعة معنوية للثقة أكثر في مدى قدرتهم على التتويج, وتجلى تسيد النمور للمباراة رغم أنه لم يكن مطلقا في المبادرات الهجومية الجريئة التي كادت أكثر من مرة أن تهز شباك الكوديم عبر اعتمادهم على هجمات عكسية خاطفة في غالب الأوقات, كما كانت لأبناء عبد الرحيم طالب قراءة أخرى للمقابلة حيث عملوا على سد جميع المنافذ خصوصا في الأروقة حيث تكمن خطورة الماص والتكتل في وسط الميدان لقطع الهجمات و إفشال عملية بنائها. كانت هذه هي الحال طيلة أجواء المقابلة إلى أن أتى البديل جيفيرسون ليعلن نفسه سيدا للمباراة بعد أن سجل هدفا غاليا أهدى اللقب للفاسيين, فقد استغل البرازيلي هفوة دفاعية نتيجة غياب التغطية في الخط الخلفي للكودم استثمرها بشكل جيد واركنها في الشباك لتعم الفرحة الهستيرية في صفوف أبناء الفاتال تايغرز. نهنئ النادي المكناسي على أدائه البطولي والمشرف جدا وهو الذي واجه فريقا عملاقا تسيد القارة السمراء وكذا الفرق الكبير بين الترسانة البشرية للفريقين وأيضا الموارد المالية المهمة التي رصدت للماص, رغم هذا الكودم لعبت بواقعية وقتالية إلا أن الحظ لم يسعفهم, رغم التغييرات التي أجراها المدرب عبد الرحيم طالب لم تتغير نتيجة اللقاء لتبقى على حالها مسجلة تفوق المغرب الفاسي. الماص تصعد للبوديوم مرة أخرى مضيفة لقبا غاليا إلى خزانتها بعد انتظار دام 42سنة عن آخر تتويج بكأس العرش, المهندس رشيد الطاوسي وكتيبة النمور يفتحون أبواب المجد على مصراعيه ليعانقوا البطولية,إذن الكأس الفضية هذه المرة اختارت اللون الأصفر فذهبت للمغرب الفاسي, مبروك التتويج وحظ سعيد للنادي المكناسي. إبراهيم لفضيلي