- كوورة بريس و أخيرا تفعلها الشيلي و تحصد أول لقب لها في كوباأمريكا على أرضها وأمام جمهورها وذلك منذ نشأة المسابقة قبل تسعة و تسعين عاما بعد فوزها على راقصي التانغو بفضل ضربات الترجيح عقب انتهاء المباراة الماراتونية بين الفريقين بالتعادل السلبي في وقتيها الأصلي و الإضافي. فالمباراة تميزت بأداء قوي من جانب الفريقين على أمل اقتناص هدف ذهبي مبكر مع أفضلية لأصحاب الأرض ولكن منتخب راقصي التانغو هم من كانت لديهم الفرص الواضحة خصوصا فرصتا اغو يرو (الدقيقة 22) و الباريسي لافيتزي ( الدقيقة 45 و فرصة هيغوايين الضائعة خلال الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الإضافي الثاني . بيد أن أداء رجال تاتا مارتينو تأثر كثيرا بخروج الفتى الزجاجي انخل دي ماريا مصابا بعد مرور نصف ساعة فقط على بداية الشوط الأول ليظل النحس مرافقا لهذا اللاعب في النهائي الثاني على التوالي . وعلى الجانب الأخر فقد أبان لاعبو منتخب لاروخا عن عزيمة واضحة و عن روح قتالية عالية فلم يشكلوا خطرا كبيرا على مرمى حارس موناكو السابق سيرجيو روميرو إلا في لحظات قليلة خلال الشوط الثاني ولكن تبقى فرصة لاعب الجانرز الكسيس سانشيزفي ( الدقيقة 82) هي الأهم خلال الوقت الأصلي من عمر المباراة. أما خلال الشوطين الإضافيين فكاد ماسكيرانو قليل الأخطاء أن يتسبب في هدف محقق ويحسم الأمور لصالح الشيليين بعد أن أضاع لصالح زميله السابق في فريق برشلونة و لاعب ارسنال الحالي الكسيس سانشيز (الدقيقة 105) ولكن الكرة مرت بمحاذاة القائم لتنتهي المباراة ويحتكم الفريقان لركلات الترجيح والتي استفاد من خلالها رجال المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي من عاملي الأرض و الجمهور و يحصلوا بذلك على العلامة الكاملة بداية من فرنانديز و فيدال و ارانغويس و انتهاء بنجم ارسنال الكسيس سانشيز الذي اظهر ثقة كبيرة في النفس و أبى إلا أن يسجلها بطريقة بانبنكا الشهيرة و يمنح بذلك بلاده أولى ألقابها في كوباأمريكا وفي المقابل أضاع من جانب منتخب الالبيسلستي كل من هيغوايين و بانيغا أمام مرمى الحارس الشيلي كلاوديو برافو . و لا يزال البرغوث الأرجنتيني إذن يسعى خلف معانقة أولى ألقابه مع منتخب بلاده و لكن بعد خيبة أمل نهائي مونديال البرازيل جاء نهائي كوباأمريكا ليكرس عقدة ساحر برشلونة عن عجزه عن تحقيق اي لقب كبير مع منتخب الالبيسلستي فالأرجنتين كانت تمني النفس بمعانقة الذهب اللاتيني الذي حرمت منه منذ العام 1993و معادلة رقم الاوروغواي في عدد مرات الفوز بلقب كوباأمريكا 15 مرة وفك عقدة النحس التي أصبحت تلازمها في النهائي الثالث على التوالي في مسابقة كوباأمريكا.
فهل أصبح ميسي الفتى الذهبي لبرشلونة و أفضل من لمس المستديرة فتى فضيا مع منتخب التانغو و أصبح يرضى بالمركز الثاني في نهائيين متواليين? ونتساءل لماذا لم يستطيع ميسي أن يتوج نفسه سيدا على ارض اللاتينيين كما توج نفسه سيدا لأوروبا? لماذا ميسي برشلونة ليس هو ميسي الأرجنتين ? هل لان منظومة اللاعبين مختلفة ?أم أن طريقة اللعب مغايرة لتلك التي اعتاد عليها داخل أسوار النادي الكتالوني? أم هو المدرب تاتا مارتينو الذي لم يظهر حزما و مرونة كافيين لإدارة المباراة و با لغ في الحذر و الاحترام الزائد لأصحاب الأرض? أم هو البرغوث نفسه الذي لو اتسم بقليل من الأنانية لحسم الأمور بنفسه وأضاف ومضاته السحرية على الكرة بدلا من الاكتفاء بتمريرها لزملائه في الفريق ربما لاختلفت الأمور كثيرا? ولكن السؤال الأبرز هل سيغفر شعب الأرجنتين المولع بالساحرة المستديرة لجيل ميسي ورفاقه عجزهم عن تحقيق أي لقب كبير أم أنهم سيظلون يتغنون بأمجاد الماضي ويستذكرون أيام مارا دونا و عمر باتيستوتا الذي كان أخر من جلب لقب كوباأمريكا لراقصي التانغو قبل اثنتين و عشرين عاما وعلى الجانب الأخر فان زميله في فريق برشلونة وقائد منتخب الشيلي الحارس كلاويو برافو عاش ليلة استثنائية لا تنسى و كان نجم المباراة بلا منازع فبعد أدائه الرائع خلال المباراة و تميزه في التصدي لركلات الترجيح استطاع هذا الحارس الكبير أن يحصد كل الألقاب خلال هذا الموسم فبعد الفوز بالليغا الاسبانية و كاس ملك اسبانيا ولقب دوري أبطال اوربا مع فريق البلاوغرانا ها هو يضيف لقب كوبا اميريكا مع منتخب بلاده و يبصم رفقة زملائه عن جيل ذهبي و مميز لن ينساه طويلا كل مشجعي فبرافو اذن يا كلاويو برافو