باتت قضية انتقال اسماعيل بلمعلم لاعب الرجاء إلى فريق قطر القطري، والاتهامات المباشرة التي وجهتها إدارة الوكرة إلى رئيس الرجاء بطلب الحصول على «أموال تحت الطاولة» لإكمال الصفقة، أشبه بكرة الثلج التي تكبر يوما بعد الآخر. أول أمس السبت، أصدرت إدارة الرجاء بيانا جديدا، لم يحمل هذه المرة أي توقيع، لكن المؤكد أن من قام بصياغته هو محمد بلعودي المسؤول الإعلامي بفريق الرجاء، والذي تحول بقدرة قادر من صحفي دائم الانتقاد لبودريقة ويرصد نقاط السواد في الفريق «الأخضر» ومشاكله التسييرية إلى «ماسح أحذية»، يسعى إلى تلميع صورة بودريقة والدفاع عنه ولو تطلب الأمر القيام بأدوار «قذرة»، وصياغة بلاغات ركيكة بدون مبنى أو معنى، مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية، بدل أن توضح موقف الرجاء فإنها ترسم الضبابية، وتضع مسؤولي الفريق في الزاوية الضيقة، وبدل أن تبرئهم فإنها تدينهم. لتفهموا الصورة جيدا، ولتعرفوا إلى أي درجة وصلت الأمور التسييرية بفريق الرجاء إلى الحضيض، لابد من ترتيب حلقات خلاف مسؤولي الرجاء والوكرة. عندما اتهمت إدارة الوكرة وبشكل مباشر رئيس الرجاء محمد بودريقة بأنه طلب الحصول على «أموال تحت الطاولة» لإتمام صفقة انتقال المدافع اسماعيل بلمعلم، نفى الرجاء الأمر، وأشار في بلاغ له إلى أن العرض الذي قدمه الوكرة بلغت قيمته 400 ألف دولار، وأن الفريق توصل به يوم 19 ماي، بينما عرض فريق قطر الذي ظفر بالصفقة مبلغ 600 ألف دولار للتعاقد مع بلمعلم، وذلك يوما واحدا بعد عرض فريق الوكرة، وتحديدا يوم 20 ماي. حرصت إدارة الرجاء عبر موقعها الرسمي على نشر صورتين ضوئيتين لعرضي الوكرة وقطر، قبل أن يؤكد مسؤولو الرجاء أن العرض الثاني لفريق الوكرة والبالغة قيمته 700 ألف دولار لم يتوصل به الرجاء إلا بعد أيام عديدة من توصله بعرض قطر، وبعد أن أعطى الفريق موافقته وقام بتوقيع العقد. المنعرج في هذا الملف، سيقع بعد أن رد الوكرة ببلاغ آخر، كشف فيه أن إدارة الرجاء توصلت بعرض ثان من الوكرة بتاريخ 20 ماي بقيمة 700 ألف دولار، أي في نفس يوم توصل الفريق بعرض قطر البالغة قيمته 600 ألف دولار. وتساءل الفريق القطري عن سبب إخفاء إدارة الرجاء لهذا العرض، وأعلن أنه يتحدى مسؤولي الرجاء أن ينشروا العرض الثاني الذي توصل به من إدارة الوكرة، معتبرا ذلك بأنه «الحلقة المفقودة» في هذا الملف، قبل أن يخلص الفريق القطري إلى القول:» إن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف لإدارة نادي يصلها عرضين في يوم واحد، ثم توافق على العرض الأقل وترفض العرض الأعلى ؟! .. إلا إذا كانت هناك أساليب ملتوية كما ذكرنا سابقا». والمثير أنه في الوقت الذي كان فيه مسؤولو الوكرة يوجهون مدفعيتهم الثقيلة، فإن الموقع الرسمي للرجاء كان ينقل تصريحا لمن قال إنه مسؤول إعلامي بالوكرة يدين الرجاء، مما يعني أن المسؤول الإعلامي لم يطلع على التسجيل الصوتي، وبالتالي أدان الرجاء عوض أن يزكي موقفها، كما أكد وجود خلاف حول صفقة بلمعلم، مثلما يؤكد بلاغات فريق الوكرة المنشورة بالموقع الرسمي للفريق القطري، ولكن لأنه إذا أسندت الأمور لغير أهلها فانتظر الساعة، فإن من يتولون اليوم زمام تسيير الرجاء رأوا الأمر من الزاوية التي يريدون في «استبلاد» لجمهور الفريق والمتتبعين، علما أن فريق الوكرة عاود تأكيد موقفه مرة أخرى عبر عضو مجلس إدارته عبد العزيز العبيدلي. وبدل أن يقدم مسؤولو الرجاء دلائل براءتهم من تهمة ثقيلة جدا، فإن مسؤولي الفريق الذين كانوا اعترفوا بأنهم توصلوا بعرض ثان من الوكرة بعد أيام من اتفاقهم مع فريق قطر، عادوا وفي تناقض مثير لينفوا أن يكونوا قد توصلوا بعرض من الوكرة، بل واتهموا الفريق القطري ب»تزوير» العرض الثاني البالغة قيمته 700 ألف دولار، قبل أن يعودوا في تناقض آخر ليؤكدوا أنهم توصلوا به بشكل شفوي. أما غريبة الغرائب في كل ما جرى فهو أن مسؤولي الرجاء حاولوا أن يلصقوا «الفضيحة» على شماعة وكيل للاعبين لم تتوفر لهم حتى الجرأة للجهر باسمه، مؤكدين أنه يتحكم في مسؤولي الوكرة ويرغمهم على إصدار البلاغات ! فلماذا لا تنشر إدارة الرجاء وثيقة تاريخ توقيع عقد الانتقال النهائي لبلمعلم إلى فريق قطر، ليعرف الجميع من الصادق ومن الكاذب في هذا الملف. والخلاصة أن لا دخان بدون نار، علما أن مشاكل و»معارك» مسؤولي الرجاء أصبحت كثيرة جدا، وفي كل مرة هناك طرف ثالث مسؤول عما يجري، حروب صغيرة في الداخل، وأخرى تافهة في الخارج مرورا الجزائر وصولا إلى قطر، والبقية تأتي..وكأن مسؤولي الرجاء لا يأتيهم الباطل لا من بين يديهم ولا من خلفهم.