توج فريق الوداد الرياضي بلقب البطولة الاحترافية لموسم 2014-2015 قبل دورة واحدة من نهايته، عقب رجوعه بفوز كبير من أكادير على حساب الحسنية بثلاثية بيضاء، علما أنه كان في حاجة إلى تعادل فقط. طريق الوداد نحو اللقب الثامن عشر لم يكن مفروشا بالورود، رغم أن الفريق «الأحمر» ظل في الصدارة منذ الدورات الأولى للبطولة، إذ مر من فترة فراغ جعلت المطاردين يشددون الخناق على الوداد. المدرب الويلزي جون طوشاك كان له دور كبير في تطور مستوى الوداد هذا الموسم، إلى جانب اللاعبين الذين بصموا على مستوى جيد وساهموا في تحقيق حلم الجماهير الودادية. محمد عقيد (23 سنة) قدم الحارس محمد عقيد موسما موفقا على العموم مع الوداد الرياضي، رغم أنه لم يكن الحارس الرسمي للفريق مع بداية الموسم. وبدأ عقيد موسمه رفقة الوداد كحارس بديل لبدر الدين بنعاشور الذي أصيب في إحدى المباريات ليعوضه عقيد الذي أخذ مكانته، قبل أن يصاب بدوره في مباراة الدورة الثانية عشرة أمام الدفاع الحسني الجديدي ليعوضه الحارس الثالث حمزة أوزال الذي حرس مرمى الفريق في المباراة التالية التي خسرها الوداد بآسفي. عقيد نجح في استغلال فرصة إصابة بنعاشور التي أبعدته عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة، وتحول إلى الحارس المفضل للمدرب جون طوشاك الذي وضع ثقته في الحارس السابق للرشاد البرنوصي وجمعية سلا. ورغم ارتكابه لبعض الأخطاء، على غرار المباراة التي خسرها الوداد بالرباط أمام الفتح بثلاثة أهداف لواحد، وفي «ديربي» الإياب عندما أهدى هدف التعادل للرجاء في الوقت الضائع من المباراة، إلا أن عقيد قدم بشهادة جمهور الوداد موسما موفقا. رضى هجهوج (21 سنة) بصم رضى هجهوج على بداية ممتازة مع الوداد هذا الموسم، وفرض نفسه كواحد من الأسماء القادمة بقوة في البطولة الاحترافية. هجهوج الذي تألق رفقة فريق الأمل، شارك كبديل في بعض مباريات الموسم الماضي، قبل أن ينال فرصته الكاملة مع المدرب طوشاك الذي أعجب باللاعب الشاب في المباريات الودية التي خاضها الوداد في معسكر البرتغال أمام أندية من القسم الممتاز. هجهوج الذي كان من العناصر الفاعلة في فصيل إلترا «وينرز» قبل أن يتحول إلى لاعب للفريق الأول، سجل خمسة أهداف للوداد في أول عشر مباريات، حيث زار شباك النادي القنيطري في أول دورة، وسجل هدفا في مرمى الفتح الرباطي وثنائية أمام شباب الريف الحسيمي وهدفا في مرمى الرجاء في الدورة العاشرة، قبل أن يغيب لدورات طويلة عن التسجيل ليعود في الدورة الثامنة والعشرين ويسجل هدفا في مرمى أولمبيك آسفي. أنس الأصباحي (22 سنة) على غرار وليد الكرتي، بدأ أنس الأصباحي الموسم الحالي على دكة البدلاء، قبل أن يتحول مع مرور الوقت إلى لاعب أساسي. ففي ظل وجود برابح والنقاش والسعيدي والكرتي وكوني وحسني، وجد الأصباحي صعوبات في نبيل رسميته، لكنه اجتهد مع مرور الدورات إلى أن نال ثقة المدرب طوشاك، الذي شبهه بنجم ريال مدريد السابق، تشابي ألونسو، عندما قال بأن الأصباحي يذكره ببدايات ألونسو مع ريال سوسييداد الإسباني عندما منحه المدرب الويلزي الفرصة للعب كرسمي وهو في سن صغير. الأصباحي تألق في مجموعة من المباريات، ولعب كرسمي إلى جانب النقاش كلاعب وسط دفاعي في مجموعة من المباريات الهامة، خاصة في المنعرج الأخير للبطولة والذي كان حاسما في اقتراب الوداد من لقب البطولة. رشيد حسني (25 سنة) كان رشيد حسني صفقة ناجحة للوداد الرياضي في «الميركاتو» الشتوي الأخير قادما من شباب الريف الحسيمي الذي لم يخض معه سوى النصف الأول من الموسم الحالي. حسني الذي أخذ تكوينه في فرنسا التي ولد وترعرع فيها، نجح في تقديم الإضافة لخط وسط الوداد بفضل نزعته الهجومية وإجادته للأدوار الهجومية والدفاعية أيضا، إلى جانب تسديداته القوية من خارج مربع العمليات. وجد حسني منافسة كبيرة من زميله وليد الكرتي في خط الوسط الهجومي، وكان طوشاك يعتمد على اللاعبين معا ويسعى إلى منحهما أكبر وقت ممكن من اللعب. صلاح الدين السعيدي (28 سنة) في أول موسم له مع الوداد، قدم صلاح الدين السعيدي مستوى موفقا مع الفريق في مركز وسط الميدان الدفاعي الذي شهد منافسة حادة بين النقاش والأصباحي وبرابح. السعيدي وبعد تجربة غير موفقة في الإمارات رفقة فريق دبي، اختار الرجوع إلى المغرب بعد تجربتين سابقتين رفقة الكوكب المراكشي والجيش الملكي، ووقع اختياره على عرض الوداد رغم أنه كان مطلوبا أيضا من قبل الرجاء. السعيدي ظل يلعب تارة كأساسي وتارة أخرى كاحتياطي يتم استخدامه في الشوط الثاني، لكنه قدم على العموم الإضافة إلى خط وسط الوداد. ماليك إيفونا 23 سنة الغابوني ماليك إيفونا كان هو النجم الأول للوداد هذا الموسم، فقبل نهاية البطولة بدورة واحدة، يتصدر الدولي الغابوني سبورة ترتيب الهدافين برصيد 16 هدفا. إيفونا الذي كان يعاب عليه إهدار العديد من فرص التسجيل بشكل غير مقبول مع بداية الموسم، تمكن من التغلب على بعض أخطاءه وتحول إلى هداف للبطولة. سجل إيفونا ثلاثيتان، الأولى كانت أمام الكوكب المراكشي في المباراة التي انتهت بفوز الوداد بأربعة أهداف لصفر في الدورة 20 بمركب محمد الخامس، والأخيرة كانت في المباراة الأخيرة بأكادير أمام الحسنية (0-3). وسجل إيفونا أيضا ثنائية في مرمى الفتح الرباطي وهدفا في بركان وآخر أمام شباب خنيفرة، كما هز شباك الجيش الملكي وأحرز ثنائية أمام اتحاد الخميسات وأخرى بالحسيمة وسجل هدفا بالجديدة. يوسف رابح (30 سنة) بعدما كان من اللاعبين غير المرغوب فيهم من قبل جمهور الوداد قبل انطلاق الموسم الحالي، تحول المدافع المتأخر يوسف رابح إلى واحد من الثوابت الأساسية في تشكيلة المدرب جون طوشاك الذي نجح في إعادة رابح إلى مستواه الحقيقي. وكان يعاب على رابح تراجع لياقته البدنية وارتفاع وزنه بشكل واضح، لكن مع مجيء طوشاك تغيرت الأمور، وطلب من المعد البدني الاشتغال مع اللاعب في معسكري طنجةوالبرتغال وتم تخفيض وزنه بشكل كبير. مع مرور الدورات ظهر تطور مستوى رابح وتألق في مجموعة من المباريات بإبعاده للخطورة من مربع عمليات الحارس محمد عقيد وشكل مع هشام العمراني ثنائيا جيدا في خط وسط الدفاع. بكاري كوني (26 سنة) قدم الإفواري بكاري كوني أفضل موسم له مع فريق الوداد الرياضي منذ انضمامه إليه في موسم 2011-2012 قادما من أسيك أبيدجان الإفواري. كوني بلغ مرحلة جد متقدمة من التألق والنضج، كما ان المدرب طوشاك استخدمه على نحو جيد في الجهة اليسرى في وسط الميدان الهجومي. كوني، كان اللاعب الوحيد الذي رفع جمهور الوداد صورته في «تيفو» كبير، كتعبير واعتراف بالمستوى الكبير الذي قدمه اللاعب الإفواري هذا الموسم. وإلى جانب تمريراته الحاسمة للهداف إيفونا، تمكن كوني من تسجيل ستة أهداف، كان أبرزها في مباراة «ديربي» الذهاب في مرمى حارس الرجاء خالد العسكري، عندما أرسل قذيفة في الزاوية التسعين مسجلا الهدف الثاني للوداد. هشام العمراني (30 سنة) تجربة وخبرة هشام العمراني كان لها أثر كبير وإيجابي على خط دفاع الوداد هذا الموسم، على الرغم من الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها الموسم الفارط، والتي ذهبت إلى حد مطالبته بمغادرة الفريق. العمراني قدم هذا الموسم مستوى مختلفا تماما عن ذلك الذي قدمه الموسم الماضي، وبلغ مرحلة متقدمة من النضج على المستوى التكتيكي وشكل مع يوسف رابح ثنائيا جيدا في خط الدفاع. وإلى جانب دوره الدفاعي، تمكن العمراني من تسجيل أربعة أهداف وبصم على انطلاقة ممتازة، حيث كان الهداف الأول للفريق عقب تسجيله لثلاثة أهداف في أول أربع جولات. وتمكن العمراني من زيارة شباك النادي القنيطري في الدورة الأولى (3-1 للوداد) وأنقذ فريقه من الخسارة بالقنيطرة أمام اتحاد الخميسات في الدورة الثالثة عندما سجل هدف التعادل في الوقت الضائع، كما زار شباك الفتح الرباطي في الجولة الموالية (4-2 للوداد) وأخيرا سجل هدفا في مرمى اتحاد الخميسات في الدورة الثامنة عشرة (3-0 للوداد). وليد الكرتي (21 سنة) وليد الكرتي كان أحد الأوراق الرابحة للمدرب جون طوشاك هذا الموسم، عندما استخدمه كلاعب احتياطي في بداية الموسم، قبل أن يتمكن اللاعب من إثبات ذاته داخل تشكيلة الفريق «الأحمر» ليتحول إلى أحد اللاعبين الرسميين في تشكيلة الوداد خلال النصف الثاني من الموسم. خلال النصف الأول من البطولة كان طوشاك يفضل اللعب بالنقاش وبرابح والسعيدي وكوني كرباعي في الوسط، لكن بعد إصابة العميد محمد برابح في مباراة الدورة الرابعة عشرة أمام حسنية أكادير، أصبح طوشاك يعتمد شيئا فشيئا على الكرتي كلاعب أساسي. في مرحلة الذهاب قدم الكرتي مستوى طيبا جعله يتحول إلى أساسي، وأصبح أحد أبرز الممررين في البطولة الاحترافية لهذا الموسم، حيث تم تسجيل مجموعة من الأهداف من طرف ماليك إيفونا وبكاري كوني ورضى هجهوج من أقدام الكرتي. إبراهيم النقاش (33 سنة) تقدم إبراهيم النقاش في السن لم يزده إلا نضجا وتألقا. كثيرون كانوا ضد صفقة انتقال النقاش إلى الوداد بعد نهاية عقده مع الدفاع الحسني الجديدي وهو في الثانية والثلاثين من عمره، لكن اللاعب الذي ترعرع في الوداد قبل أن يرتدي قميص المغرب التطواني والجيش الملكي والدفاع الجديدي، أثبت أحقيته بحمل ألوان الوداد منذ أولى مبارياته وتحول إلى أحد اللاعبين المفضلين للجمهور الودادي. قدم النقاش مستوى كبيرا في مركز وسط الميدان الدفاعي وكان له دور جد فعال في فرملة العمليات الهجومية للخصوم، بل وكان يساهم حتى في هجمات الفريق بتمريراته الدقيقة، كما حصل في «ديربي» الذهاب عندما كان وراء تمرير كرتين منحتا ثنائية للوداد. ياسين الكردي (30 سنة) على غرار نصير، كان هذا الموسم هو الأول لياسين الكردي رفقة الوداد الرياضي بعد أن انتهى عقده مع فريق الجيش الملكي. ضحى المدرب جون طوشاك بالمدافع الأيسر نبيل الولجي الذي غادر صوب الجيش الملكي وسط عدة علامات استفهام من جمهور الوداد الذي عرضت فئة منه مغادرة الولجي، خاصة أن الأخير كان يجيد التسجيل من الضربات الثابتة بقدمه اليسرى. في البداية لم يكن الكردي موفقا وأخذ بعض الوقت للتأقلم مع طريقة المدرب جون طوشاك، قبل أن يتطور مع مرور الدورات. وإلى جانب دوره الدفاعي، كان الكردي يساهم أحيانا بصعوده وتمريره لكرات مقوسة في اتجاه المهاجمين. عبد اللطيف نصير (25 سنة) يعد الدولي المغربي عبد اللطيف نصير من اللاعبين الجدد الذين انضموا إلى الوداد الصيف الماضي، بل كان الوافد الأول على تشكيلة الفريق بعد أن صار سعيد الناصري رئيسا للوداد، قادما من فريق المغرب الفاسي. نصير ضمن رسميته على الفور في الوداد ولعب بانتظام طيلة الموسم، ولم يفلح الظهير الأيمن عمر سربوت الذي انتقل إلى الفريق البيضاوي في «الميركاتو» الشتوي منتصف الموسم في أخذ مكانه في الرواق الأيمن. وقدم نصير مستوى لا بأس به، وكان يساهم بشكل فعال في هجمات الوداد بفضل تمريراته العرضية التي كانت تجد المهاجم الغابوني ماليك إيفونا. فابريس أونداما (27 سنة) وجد الكونغولي فابريس أونداما صعوبات هذا الموسم مع الوداد، ففي النصف الأول من البطولة غاب عن الفريق بسبب تخلفه عن معسكري طنجةوالبرتغال، ولم يتم تسجيله في لائحة الوداد إلا في «الميركاتو» الشتوي عقب التخلص من الأرجنتيني غوستافو بلانكو. كان طوشاك يفضل الاعتماد على فابريس كجناج أيمن، وهو المركز الذي لم يبدع فيه اللاعب الكونغولي الذي تعود على اللعب كقلب هجوم ثان إلى جانب زميله ماليك إيفونا. ظل فابريس يبحث عن تسجيل هدف بعد صيام طويل، وكان يجد صعوبات في اللعب كرسمي بسبب تألق رضى هجهوج. وتمكن فابريس من تسجيل هدفين للوداد بعد أن اقتنع طوشاك بضرورة وضعه كمهاجم ثان إلى جانب إيفونا، حيث هز شباك الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي.