مع بزوغ موهبة الفتى العجيب ماريو جوتزه في ألمانيا، أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "ميسي الألماني"، ولكن لم يكن راضيا عن تلك التسمية. وكان جوتزه يصر دائما ما يقابل ذلك الوصف بقول "لا، أريد أن أكون كريستيانو رونالدو ألمانيا."، في إشارة منه للإعجاب الكبير بصاروخ ريال مدريد والبرتغال. ولم يكن جوتزه يعلم أن مشاركته كبديل أمام الأرجنتين في نهائي كأس العالم 2014، ستمكنه من التفوق على الثنائي رونالدو وميسي. فصاحب ال22 عاما أحرز هدف فوز بلاده في الدقيقة 113، ليصبح في جعبته لقب كأس العالم، متفوقا على رونالدو وميسي. ويعد جوتزه من أهم عناصر الجيل الأول لأكاديمية بروسيا دورتموند والتي انضم لها في عام 2000 وهو في الثامنة من عمره. وأظهر ماريو جوتزه مهارة فائقة في التحكم بالكرة، الأمر الذي جعله يشارك مع الفريق الأول لدورتموند وهو في ال18 من عمره. خائن أم طموح! عقب التتويج بالدوري الألماني مرتين وكأس ألمانيا مرة مع بروسيا دورتموند، بات من الضروري أن يبحث جوتزة عن التطور. التطور الذي رأى جوتزه أنه لن يأتي سوى بالانتقال إلى أكبر أندية ألمانيا وأوروبا، بايرن ميونيخ. لن نتحدث عن قمصان جوتزه التي حرقها مشجعو دورتموند اعتراضا على انتقاله للغريم ووصفهم له بالخيانة، أو عن اللافتة الشهيرة التي كتب عليها "السعي خلف المال أظهر كم قلبا تمتلك - كناية عن الخيانة - أرحل من هنا." ولكن سنتحدث عن ما قاله عنه مدربه في بايرن بيب جوارديولا في أول تعامل معه، "فتى معجزة، يستطيع اللعب في أي مركز ويمكنه التحكم في سير المباراة." ومع حلول نوفمبر 2010، بدأ جوتزة مسيرته الدولية مع منتخب بلاده أمام السويد، المسيرة التي شهدت أول أهدافه مع المانشافت في العاشر من أغسطس 2011، حينما هز شباك البرازيل. وقبل المباراة النهائية لمونديال 2014، قال له يواكيم لوف مدربه: "فليرى العالم إنك أفضل من ميسي." ويبدو أنها النصيحة التي نفذها جوتزه، بإحرازه هدف النجمة الرابعة على قميص منتخب ألمانيا، النجمة التي ظلت غائبة 24 عاما.