خرج اللاعب الدولي السابق صلاح الدين بصير عن صمته، أخيرا، ليتحدث عن تفاصيل جديدة تخص الضجة التي أثيرت حول طلبه بقعة أرضية من الملك، وما تلا ذلك من إبعاده عن فريق الرجاء البيضاوي بطريقة اعتبرت "قاسية"، وقيل فيها الكثير. بلاغ في الموقع الرسمي للرجاء يؤكد أن إبعاد بصير مُجرد "إشاعة مُغرضة".. بعدها بساعات يَنشر الفريق بلاغ آخر من سطر واحد، في الموقع نفسه، ليؤكد أن صلاح الدين بصيرمدير اللجنة التقنية بفريق الرجاء البيضاوي قد جُمّدت عضويته بالفريق. لتبدأ بعدها حرب التصريحات والتصريحات المضادة، بين مُعاتب لبصري على طلبه لبقعة أرضية من الملك وهو اللاعب الذي راكم ما يكفيه من المال ليعيش كريما ومتعففا عن الغير والاقتراب من "الريع"، وبين من وجّه اللوم لرئيس الفريق محمد بودريقة للطريقة التي تعامل بها مع صلاح الدين بعد أن تسارعت الأحداث التي تلت الاستقبال الملكي. وبين هذا وذاك يعود اليوم صلاح الدين بصير الذي تلقى النقد من الشارع والصحفيين في أسبوعين أكثر مما تلقاه في حياته الكروية كاملة، ليروي لنا الحكاية من البداية.. بتفاصيل جديدة، ومُبررات هي الآن بين يدي القارئ. يقول لاعب الرجاء والمنتخب الوطني سابقا أنه تفاجأ وهو أمام الملك محمد السادس، والمسؤول عن البرتوكول داخل القصر الملكي يتلو قائمة أسماء الحاضرين بين يدي الملك، حينها يقول بصير "أدركت أن صفتي مدير اللجنة التقنية بفريق الرجاء البيضاوي قد تم انتحالها من طرف مستشار رئيس الرجاء، رشيد البوصيري، الذي قُدم للملك بصفته مديرا للجنة التقنية للفريق، وذلك من أجل الحضور لمراسيم الاحتفال الذي كان مخصصا فقط للمكتب المسير للرجاء واللاعبين، بينما قُدمت أنا اللاعب الدولي السابق ولاعب فريق الرجاء البيضاوي ومدير اللجنة التقنية لذات الفريق على أساس أني مستشار لفريق الرجاء". هكذا ببساطة، تغيرت الصفات وتحول المستشار إلى مدير لجنة تقنية، والمدير إلى مستشار.. وأين؟ داخل القصر الملكي. صدمة لم يكن يتوقعها صلاح الدين بصير حسب تصريحه للموقع حيث كَتَمَ الأمر على مضض كي لا يخلق ضجة ويثير الانتباه والفريق بكل مكونات مكتبه المسير ولاعبيه في استقبال ملكي. يضيف اللاعب الدولي السابق الذي يحبس أنفاسه وغصّة مازالت في حلقه مما أثير حول بقعته المفترضة التي طلبها من الملك، ثم يضيف بهسبريس الرياضية بالقول: "حينها انتظرت بفارغ الصبر انتهاء المراسيم لأتوجه إلى المسؤول الأول عن الفريق، محمد بودريقة، والمُكلف بإعداد لائحة الحاضرين وصفاتهم التي سَيُقدمُون بها إلى الملك، لأسأله عن السبب الذي دفعه لإعطاء صفتي للبوصيري، في حضور الملك، لكن جواب الرئيس كان بالإنكار والقسم بأغلظ الإيمان أنه لم يكن على دراية بالأمر ولا يعلم كيف تم ذلك". ويضيف بصير بنوع من البوح المتأخر "استكنت ورضيت بالأمر الواقع مُعتبرا الأمر مجرد غلطة رغم أني كنت أعلم أن الأمر ليس اعتباطيا أو مجرد سهو منح صفتي لغيري.. لرشيد البوصيري". يضيف بصير. بين كل هذا يضيف لاعب الرجاء سابقا ونجم منتخب التسعينات "بدأت مجموعة من المواقع الالكترونية تشير إلى خبر غضب رئيس الرجاء بودريقة من أشخاص من داخل المكتب المسير قدموا طلبات للملك محمد السادس خلال حفل الاستقبال، وأن هؤلاء الأشخاص سيتم طردهم من كتيبة الخضر". مقالات المواقع الكترونية التي كانت تخرج بتصريحات بودريقة لم تكن تورد الأسماء - يضيف بصير - بعدها خرج أحد المواقع الالكترونية بمقال مفاده أن بصير فقد مهامه داخل الرجاء بسبب تقديمه لطلب للملك.. حينها يؤكد مدير اللجنة التقنية بفريق الرجاء البيضاوي، سابقا، حاولت الاتصال مرارا وتكرارا بالرئيس دون أن يجيبني، مما دفعني للاستعانة بالمسؤول الإعلامي عن الفريق آنذاك، سمير شوقي، الذي اتصل بالرئيس ليؤكد له الأخير أنه لا شيء مما يُكتب أو يقال صحيح. يصمت بصير بعض الوقت ثم يضيف "بعدها طلبت أن يُكتب توضيح في الموقع الرسمي للفريق، وهو ما كان بالفعل بموافقة الرئيس، لأفاجأ مساء ذات اليوم بخبر في نفس موقع الفريق يُبعدني عن مهامي بالرجاء البيضاوي. لُبْس أوضحه صلاح الدين بصير، حينما أكد أن موقعا إلكترونيا وجريدة ورقية يومية كانت وراءه على اعتبارا أن المنبرين الإعلاميين أفردا مقالا بخصوص استياء القصر الملكي من انتحال صفة بصير وإعطائها لشخص آخر، وهو ما جعل رشيد البوصيري المُقرب إلى قلب الرئيس محمد بودريقية (حسب تصريح بصير) يطلب منه وبالحرف "غير أنا أو لا هُو في الرجاء"، ويتابع بصير أنه ونظرا للمعزة الخاصة التي يُكنها بودريقة للبوصيري باعتباره الشخص الذي سانده للوصول إلى منصب الرئاسة والخدمات التي يُقدمها له، فضل بودريقة الاستغناء عن بصير "لأجل عيون" مستشاره الخاص ويده اليمنى بالرجاء، على حد تعبير المتحدث. وإجابة من صلاح الدين بصير عن ردود الأفعال التي تلت علم المغاربة بأنه طلب من الملك قطعة أرضية، يؤكد الدولي السابق أنه لم يقدم أي طلب للملك يوم الثلاثاء الذي تم فيه الاستقبال الملكي، بل جاءه اتصال يوم الجمعة من القصر يسأل عن أحواله وإن كان يرغب في آية طلب من الملك محمد السادس، وهو نفس الاتصال الذي توصل به اللاعب عبد المجيد الضُلمي، أيضا، مما دفع بصير إلى الاتصال بالناطق الرسمي الحالي للرجاء محمد الناصيري، للاستعانة به من أجل مساعدته على كتابة طلب للملك من أجل الحصول على بقعة أرضية، مشيرا أنّ ذلك تم بمقر فريق الرجاء البيضاوي، حيث تمّت كتابة الرسالة، وسُلمت لمبعوثين خاصيين من القصر جاؤوا لتسلم الرسالة. وهنا يقول بصير "ليس من المعقول أن يتصل بي الملك من أجل السؤال عني وإن كنت في حاجة لشيء وأقول له لا، خاصة وأنه دائم السؤال على حالتي الصحية لأنه لدينا نفس نوع المرض وهي الحساسية، الشيء الذي دفعني إلى طلب قطعة أرضية من الملك في منطقة بن سليمان" قبل أن يُتمم "لكن أعيد وأكرر لم أقدم أي طلب يوم استقبالنا من طرف الملك، بل القصر من اتصل بي ليسأل عن طلباتي والفرق شاسع بين الأمريين". ولم يُنكر بصير أنه هو من أخبر لاعبي فريق الرجاء البيضاوي بطلب مأدونيات من الملك، اعتبارا "لأن اللاعب يُقدم حياته في سبيل قميص فريقه ومُنتخب بلاده وبعد انتهاء مسيرته يجد نفسه خارج كل الحسابات، والدليل على ذلك كثير من اللاعبين قدموا الغالي والنفيس للمُنتخب ولم يجدوا ثمن أدويتهم، وندموا أشد الندم لأنهم لم يستغلوا لقائهم بالملك من أجل تقديم طلب للملك، لأنه معروف بكرمه وسخائه على من يقدمون خدمات لهذا الوطن". يقول بصير لهسبريس الرياضة. وتأسف اللاعب الدولي السابق للمعاملة التي لقيها من طرف الرئيس محمد بودريقة، بعد أن قدم للرجاء الشيء الكثير سواء كلاعب أو إطار تقني، وتحصل على لقب البطولة مع الفريق وكأس العرش وخاض نهائي كأس العرش وكأس العالم للأندية برفقته، قبل أن يوجّه لومه لبودريقة مؤكدا أنه "لم يكلف نفسه ولو من باب الأخلاق، أن ينادي على بصير ويجلس معه ويخبره بالأسباب الكامنة وراء التخلي عنه، وحتى وإن كان هناك أي انفصال فليكن بشكل ودي عكس ما جرى وأثار زوبعة إعلامية كان من الأجدر تفاديها، إكراما للملك الذي استقبل الفريق ورفع من شأنه وقدره"، مستغربا في ذات الحين من وجود "مسيرين داخل المكتب المسير للرجاء قدموا طلبات للملك يوم لقائهم به ومازالوا يزاولون عملهم داخل كتيبة الخضر، في حين أن القصر هو الذي اتصل به هو شخصيا ليسأل عن حاجته، ورغم ذلك تم طرده من الرجاء". يضيف متحسراً.