بعد استنفاذ كل السبل من أجل الإستفادة من أراضي الجموع بجماعة الشكران، وطرق باب عامل الإقليم مرارا دون جدوى، قرر سكان قبيلة الجريات القيام بمسيرة إلى القصر الملكي بالرباط استنجادا بالملك للتدخل لإنصافهم. انطلقت مسيرتهم بالسيارات ليلة الإثنين 15 أكتوبر 2012 لتوقفهم قوات الدرك الملكي بجماعة تاشرافت، وبعد أخد ورد، وفي الوقت الذي انشغل فيه الدرك الملك بتنظيم المرور للسيارات التي اضطرت للتوقف بعد عرقلة السير من الجهتين لمدة من الزمن، انحرف المحتجون نحو طريق غير معبدة، ليتجهوا نحو طريق مولاي بوعزة وحتى الزحيليكَة. بالزحيليكة وجدوا الدرك بانتظارهم، مخبرا إياهم أن لديهم تعليمات بمنعهم من المرور، وبعد مشادات كلامية ترك المحتجون السيارات وتفرقوا متفقين أن يكون ملتقاهم في عين عودة، فانطلقوا سيرا على الأقدام، وانتشروا عبر الطريق الرابطة بين الزحيليكة وعين عودة، فوجد كل وسيلته للوصول لعين عودة حيث التقوا وفيها تناولوا الغذاء، ليفتضح أمرهم، ويتدخل مسؤولون كثر لحملهم على العودة مؤكدين لهم أن رسالتهم قد وصلت. لكن المحتجين صمموا على المضي قدما، فخرجوا من عين عودة سيرا على الأقدام وبينهم شيخ تجاوز عمره المائة عام بخمس سنين، أبى إلا أن يكون من بين المدافعين عن قبيلته ولم يقتنع بركوب إحدى السيارات إلا بشق الأنفس. بعد كيلومترات من عين عودة، مرة أخرى القوات العمومية في الإنتظار مانعة إياهم من التحرك صوب العاصمة، يخبرنا أحمد ع. أحد منظمي المسيرة، أنهم استطلعوا الأمر فتأكدو من وجود فرقة أمنية خلف الجبل مدججين بالهراوات، حينئذ قرروا الرجوع لعين عودة حفاظا على سلامة الشيوخ المتواجدين بينهم، وبعد اتصالات كثيرة لمسؤولين اقليميين وأمنيين بمنظمي المسيرة، هناك منعتهم سلطات عين عودة من دخولها، لكنهم تفرقوا وولجوا من أماكن مختلفة، ليعودوا أدراجهم، منتشين بالنصر رغم عدم وصولهم للرباط، لأن رسالتهم وصلت لمسؤولين أمنيين كبار وتجاوزت إقليمخريبكة. سادت حالة استنفار أمني من درجة عالية محليا وفي كل منطقة يمرون عبرها، خاصة أن السلطات قدرت العدد في حوالي 200 شخص. وقد أكد السيد أحمد ع. لبوابة أبي الجعد أنهم عازمون على معاودة الكرة ومفاجئة السلطات بالوقوف أمام القصر الملكي بالرباط بلافتاتهم، في حال لم تستجب السلطات الإقليمية لحل مشاكلهم العالقة.