قرر المكتب الشريف للفوسفاط في آخر لحظة التنصل من إلتزاماته اتجاه الفوج الأخير (800 شخص) من الشباب المستفيدين من الإدماج في إطار برنامج "ocp skills" الذين كانوا سيوقعون عقود التوظيف بداية هذا الشهر، ثم الالتحاق بمراكز التكوين من أجل تأهيلهم لسوق الشغل. تبخرت أحلام الشباب الذين انتظروا لشهور عديدة لعل الفرج يأتي و تلاشت آمال عائلات راهنت حين توصلها بعملية التوظيفات على أبنائها كثيرا، حيث عمت الفرحة والزغاريد القرى و المداشر والمدن داخل خريبكة و كل المناطق المنجمية. فالمجمع حول الادماج إلى تكوين و حول أحلاما وردية إلى كوابيس. فالمسؤول عن الإتصال بحاملي قرارات التوظيف إعتمد على لغة إستفزازية و غير مهذبة ضاربا عرض الحائط الأخلاق وغير مكثرت لما قد يصيب هؤلاء من هزات نفسية بعد طول انتظار. إن من هؤلاء من أمضى والده 30 سنة في العمل في صفوف المكتب الشريف للفوسفاط ومنهم من سلبت أرضه بأبخس الأثمان، و هجر منها بحثا عن أمل مفقود. يريد مسؤولو المجمع من خلال هذا القرار غير المحسوب رفع التحدي و إعادة قطار الاحتجاجات و الاحتقان بخريبكة و القرى المنجمية إلى سكة التوتر و الاضطرابات الاجتماعية، لأن مثل هذه القرارات تظهر بالملموس بأن المجمع و إدارته المركزية لا يمهمهم ما قد يقع في مستقبل الأيام .