كل من يتجول في مدينة خريبكة سيلاحظ حركية غير عادية بكل الازقة والشوارع ،بتبليط الارصفة ، الاسفلت ،طلاء الجدران ،غرس الاشجار و ............ بالليل والنهار ،فمسؤولو الإقليم قرروا الاهتمام بالمدينة وإعطاءها ما تستحق من العناية ، ففكروا بان الميزانيات لم تصرف منذ مدة ففكروا مرة أخرى وقرروا أن يفرحوا مواطني مدينة الفوسفاط و يحسسوهم بأنهم مهتمون لراحتهم وشؤونهم اليومية ومدينون لهم منذ زمن. فعلا ،وكما قال النبي صلي الله عليه وسلم "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" ،فقد صدق رسول الله ، لأن أناسا لا يستحيون ولا يخجلون من أنفسهم ، يسابقون الزمن ،يضربون يمنة ويسرة ،بلغت قلوبهم الحناجر، ، أطلقوا العنان لمخيلتهم ،فتذكروا شوارعا كانت بالأمس نسيا منسيا ، بلغ عكق حفرها امتارا وشكلت متاعب للراجلين وارباب السيارات ليلا نهار،هذه الحفر طالما اشتكى منها الراجلون قبل السائقين ، و ازقة تحتاج للتبليط والاسفلت ، و شوارع تفتقر للون الاخضر ، فظهر الدرهم الذي كنز ،في الحسابات واعلن في الدورات ،طويلا حتى يخرج ويصرف من أجل الشعب لأنه من الشعب ويجب ان يعود للشعب. لم يتحرك مسؤولو خريبكة حبا في سكان المدينة ورغبة في التزفيت ،الطلاء والغرس بل مخافة أن تنكشف فضائحهم و تفوح رائحة الإهمال والخراب الذي اصاب المدينة ، أرادوا أن يداروا خيبتهم قبل ان يحل ملك البلاد في زيارة مرتقبة للإقليم ويقف على ما تحقق في ولاية رئيس المجلس البلدي الحالي والسيد العامل . فالسيد العامل أعطى أوامره لرؤساء الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم من اجل الاستعداد للزيارة الملكية بتنظيم حملة نظافة واسعة و إصلاح الطرقات و تبليط الأرصفة وغرس الأشجار ،و و و. لا،ه يعلم بان المدينة و باقي الجماعات غير نظيفة و يعلم تقصير رؤساء هذه الجماعات. فإذا كان جلالة الملك سيحل بمدينة خريبكة والنواحي من اجل إعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع ثقافية ،رياضية واجتماعية واقتصادية بغية تحقيق المنفعة لرعاياه والمواطنين ، وبالتالي يحب كثيرا ان يكون المواطنون مرتاحين وينعمون بكل الخدمات و يسهر على تدبير شؤونهم اليومية مسؤولون ينصتون لمشاكلهم ويسعون جاهدين لتلبية رغباتهم . وليس كم ينظرون لسكان خريبكة من برج عال ولا يستقبلونهم حتى ليسمعوا مشاكلهم و بالاحرى السعي لحل مشاكلهم. لكن الحال باقليم خريبكة ليس كما يتمناه المواطنون ويرغب به ملك البلاد ،فالسيد العامل ينظر للخريبكيين من برجه العالي و لايرضى ان ينزل منه للانصات إلى مشاكلهم والتحاور معهم لإيجاد الحلول الممكنة ،فكان تعنته وإقفاله للباب في وجه كل من قصد مكتبه مدعوما بكاتبه العام ،سببا في تنامي ظاهرة الاحتجاجات والاعتصامات لمتضرري الزيتونة ،المعطلين ،متضرري بولنوار واولاد البيوت ،معطلي ابي الجعد ،وادي زم ، مشكل السكن الاجتماعي و و و ،بينما السيد رئيس المجلس البلدي فقد نام منذ ان تقلد مهام الرئاسة ونسي بان سكان خريبكة هم من أوصلوه للكرسي الذي استلذه ،فغاب عن البلدية وتركها تهيم في الفوضى ،فكثرت عليه الاحتجاجات من المعطلين ،عمال النظافة ، المتضررون من السكن الاجتماعي و و و وبخصوص المكتب الشريف للفوسفاط ،فإن مسؤولوه اثيتوا بأنهم لا يبالون بمعاناة المواطنين الذين ضاقت انفسهم بما يسببه لهم من امراض وتلويث للبيئة ،دون ان يبادر لتعويض ذلك ،وخير ذليل على ذلك هو تخريبه للطريق قرب الكلية بعد ان بنى مؤسسة تعليمية ،فترك حالة الطٍريق مهترئة رغم شكايات مرتادي الطريق و بالرغم من الحوادث التي وقعت بسببها ،فكان الكل يغمض عينيه ويتجاهل معاناة المواطن الخريبكة. هذا فيض من خاطر ،وقد صدق من قال : الحمد لله ملي جاي سيدنا باش يخدمو شوية هاد المسؤولين و يتمعشوا الخدامة" .