نحن رجال ونساء التعليم العاملين بالوسط القروي مدرسين ومدراء ومراقبين تربويين المجتمعين في إطار الملتقى الوطني الأول الذي نظمته النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) بمراكش يومي -14 و 15 يناير 2012 تحت شعار: تطوير المدرسة العمومية بالوسط القروي ورفع جودتها، رهين بتحفيز الشغيلة التعليمية وتحسين أوضاعها". بعد القيام بتشخيص واقع التعليم بالوسط القروي ومعاناة الشغيلة التعليمية به، وتدني مستوى التعليم بسبب - عدم توفر المدارس على بنيات أسياسية ملائمة ومستوفية لأبسط الشروط المطلوب توفرها في حياة مدرسية سليمة ومستقرة. - غياب أو ضعف مستوى التجهيزات الأساسية الضرورية من ماء شروب وكهرباء وصرف صحي أومستوصفات في محبط المؤسسات وابتعادها عن الشبكة الطرقية وتردي المسالك القروية الموجودة بسبب سوء تدبير الجماعات الترابية. - طابع التشتت والاختلاف والعزلة وعدم الاكتمال حيث لا تغطي المنظومة التعليمية سوى 33% من الحاجيات. - اتساع دائرة الفقر والتهميش والإقصاء وسط سكان البوادي و ضعف الشق الاجتماعي في الخدمات التربوية، والمتمثل في قلة المطاعم المدرسية وغياب شروط التغذية الصحية الضرورية. - .ارتفاع كلفة التعليم والمعاناة من ضغط الظروف القاسية ومتطلبات الأسرة. - تغييب المضامين الملقنة لخصوصيات الوسط القروي ومحيطه وثقافته المحلية. - هيمنة المفاهيم التقليدية وارتفاع نسبة الهدر المدرسي وخاصة بالنسبة للفتيات - تفشي ظاهرة الأقسام المشتركة وضعف الثقة في دور المدرسة بالوسط القروي. - معاناة الشغيلة التعليمية بالوسط القروي في التنقل والسكن والأمن والصحة، وغياب التحفيزات والتعويضات المادية والمعنوية. فإننا نعلن للرأي العام التعليمي والوطني ان المنظومة التربوية والتعليمية بالوسط القروي تحتاج إلى إجراءات عاجلة لإنقادها من ازمتها الحالية وتمكينها من الوسائل الضرورية لكي تؤدي رسالتها التربوية والتنموية بنجاح وذلك من خلال: 1. على المستوى التربوي: مراجعة البرامج والمناهج والكتب المدرسية وتكييفها مع خصوصيات الوسط القروي، وإشراك الأساتذة في إعدادها. ومراجعة الحصيص الزمني وتكييف التوقيت، وضرورة إقرار إجبارية التعليم الأولي والحد من الهدر المدرسي ووضع حد لظاهرة الأقسام المشتركة أومراجعة جذرية لتصورها. وإقرار خريطة تربوية وبنيات تربوية علمية، وتحسين ظروف عملهم، وتحفيزهم، وانتقالهم إلى الوسط الحضري بعد قضاء فترة زمنية في الوسط القروي، وتوفير الوسائل البيداغوجية والتعليمية ومراجعة بيذاغوجيا الإدماج. وتفعيل المجالس التربوية والتدبيرية. 2. على مستوى الموارد البشرية: ضمان حماية جسدية ونفسية للعاملين بالوسط القروي من التهديدات التي يواجهونها سواء في طريقهم إلى مقرات عملهم أو أثناء العمل أو إقامتهم، وضرورة سد الخصاص التربوي والإداري في المؤسسات التعليمية واحترام التخصصات. وإلغاء المواد المتآخية والمطالبة بتكوين فعال يتناسب والعمل في الوسط القروي. ومراجعة النصوص التنظيمية لتدبير الموارد البشرية وإقرار تحفيزات مادية ومعنوية مشجعة ، وتوفير المراقبين التربويين بالقدر الكافي من خلال فتح مراكز التفتيش، ومراجعة معايير الحركة الانتقالية، وتحديد سقف زمني للعمل بالوسط القروي، وإحداث نقط الامتياز، وربط نظام الترقية بالتكوين والتأهيل. واعتماد مقاربة تربوية في تدبير الموارد البشرية وتوفير سكن لائق للعاملين يوفر شروط عيش اجتماعية كريمة، أو إحداث تنقل مجاني، أو احداث تعويض عن التنقل والاعباء، وإعادة النظر في منظومة الترقي. وتمكين الأساتذة الراغبين من متابعة دراستهم الجامعية. بتحسين ظروف عملهم، وتحفيزهم، وانتقالهم إلى الوسط الحضري بعد قضاء فترة زمنية في الوسط القروي 3. على المستوى الإداري: رفع العزلة عن المؤسسات التعليمية بالوسط القروي من خلال إدماجها في التنمية وربطها بالشبكة الطرقية والكهرباء والماء الشروب والصرف الصحي وقربها من المستوصفات. وفي هذا السياق نعتبر بناء مؤسسات جماعاتية كجواب عملي على الوضعية المزرية الحالية، لكن بشروط لائقة توفر التجهيزات الضرورية من قاعات متعددة الاختصاصات ومكتبات وملاعب رياضية ومرافق صحية ومطاعم وداخليات ونقل . 4. الإشراك الفعلي لكل القطاعات الحكومية للنهوض بالتنمية القروية وبالتعليم بالوسط القروي، وإقرار حكامة جيدة في التدبير الإداري والمالي للمنظومة التربوية وربطها بالمحاسبة وتوفير الأمن والحماية للمؤسسات العليمية من التخريب والسرقة . إن إنقاد المدرسة العمومية بالوسط القروي هو مهمة وزارة التربية الوطنية أولا ولكن في الحقيقة هي مسؤولية الحكومة بكاملها ومسؤولية السلطات الحكومية بالجهات والأقاليم ومسؤولية الجماعات القروية، من أجل اعطاء فرصة حقيقية لشريحة واسعة من الشعب المغربي للاستفادة من حقه في الانتعتاق من الجهل والامية والفقر ومن حقه في التعليم كحق دستوري وإنساني. إننا إذ نوحه إعلاننا هذا فإننا نعلن أيضا أننا على استعداد لتحمل مسؤوليتنا في الدفاع عن مكتسبات المدرسة العمومية بالوسط القروي والنضال من أجل احترام كرامة وحقوق العاملين بها ومن أجل تحسين ظروف عملهم، وفي نفس الوقت نعلن استعدادنا لتظافر الجهود من أجل النهوض بمدرستنا خدمة لمصلحة ومستقبل منظومتنا التعليمية ومن أجل تحقيق أهدافها. عن الملتقى الوطني مراكش 15 يناير 2012