الفوز الثمين خارج الميدان الذي حققه فريق رجاء بني ملال نهاية هذا الأسبوع أمام الكوكب بمدينة النخيل دفعني لطرح عدد كبير من التساؤلات و الإستفسارات حول مستقبل هذا الفريق' لأنه في الوقت الذي كان فيه فارس عين أسردون يستعد لمنازلة فريق الكوكب بمراكش كنت في مهمة استطلاعية داخل الملعب الثاني لبني ملال بالعامرية لتغطية تداريب الفرق الصغرى من جيل المستقبل لهذا النادي العريق ' وما دفعني حقا لكتابة هذه الأسطر هو الدهشة التي تملكتني وأنا أرى عددا كبيرا من الأطفال الصغار المتحمسين جاؤوا لإجراء حصة التداريب الخاصة بنهاية الأسبوع ' لكن يبقى السؤال المطروح هو كيفية تلبية حاجيات كل هؤلاء البراعم أمام ضيق الوقت و قلة الإمكانيات البشرية و المادية بهذا الملعب علما أن هذه الفترة الصباحية حضرها حوالي أزيد من خمسين طفلا لا تتعدى أعمارهم 12 سنة وأطرها مدرب واحد كمتطوع بالإظافة إلى مساعد واحد . فكيف لهذا المدرب أن يتواصل و يأطر و يدرب و يكون كل هذا العدد ... ؟؟؟ فمنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي والمتتبع للشأن الرياضي المحلي ببني ملال لا يعرف إلا رجلا واحدا ضل طوال هذه المدة حارسا لحرمة ملعب العامرية ومعدا بدنيا و مدربا لكل الفئات وحكما وأبا وراعيا و طبيبا لكل الفئات ... فلماذا لم يفكر المسؤولون ذوو الإختصاص الرياضي ببني ملال بالإعتناء بهذه الشرائح من جيل المستقبل بتهيئ المناخ الملائم لها حتى تتدرب في ظروف مواتية لها ؟؟؟ ولماذا لم تتجند كل الفعاليات ببني ملال من مسؤولين بالمجلس البلدي و لاعبين قدامى و غيورين على سمعة الرجاء لاسترجاع أمجاد نجاح و كبور و العرباوي و فاضل و الحمساوي والبدراوي و بوعميرة والتازي و..و ...؟؟؟؟ و من هذا المنبر أوجه هذا النداء المتواضع لكل الملاليين راجيا من العلي القدير أن يجد الآذان الصاغية والقلوب الرحيمة لاحتضان هذه الفلذات من الكتاكيت و البراعم والشبان المتعطشين للعب الكرة المستديرة قبل أن تنحرف وتزيغ نحو سكة أخرى لا قدر الله .. نحو المخذرات والتسكع في الطرقات .. وما أثار فضولي حقا وأنا أتابع هذه التداريب هو الطريقة التي نهجها أغلبية هؤلاء اللاعبين الصغار بارتداء أغلبيتهم أقمصة الفريق الكاطالاني برشلونة وخاصة رقم النجم المدلل ميسي 10 لعلهم يتبركون و يتفاءلون من هذا اللاعب الأرجنتيني....ولم لا ونحن نعلم بأن أشهر اللاعبين العالميين بدؤوا مشوارهم وسط فرق الأحياء الفقيرة كالجوهرة السمراء بيلي و مارادونا و غيرهم ... ولماذا لا تعطى دفعة حقيقية لشبابنا ولاعبي المستقبل و نحن الذين لا زلنا نعيش نشوة الفوز و التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستجرى مطلع السنة القادمة بحول الله ونحن من سينظمها سنة 2015 والمغرب هو المرشح الوحيد بامتياز كذلك لاستضافة كأس العالم للأندية لسنتي 2013و2014 بعد تراجع جنوب إفريقيا و إيران و الإمارات العربية عت تقديم ترشيحاتهم ' كما أن المملكة مقبلة على تنظيم كأس إفريقيا للشبان ....أليس هذا كاف للتفكير في جيل المستقبل و التنقيب على المواهب في كل الأحياء الشعبية ....