/ متابعة انتقلت صباح يوم الأربعاء 10 ماي 2017 على الساعة الحادية عشر و نصف إلى دار البقاء الفنانة و الشاعرة الأمازيغية صفية أوتلوات عن عمر يناهز 71 سنة بعد معاناة و صراع طويل مع مرض السل، لتورى الثرى في نفس اليوم بعد صلاة الظهر بمسقط رأسها بتلوات. و في اتصال هاتفي مع عائلة الفقيدة، صرح لنا زوج ابنتها مليكة السيد حسن أمزيان بأن المرحومة كانت طريحة الفراش لأزيد من ثلاثة أشهر و قبل ذلك تم نقلها إلى ورزازات ثم مراكش بعد ذلك دون نتائج ملموسة ليتم إرجاعها، و قد كانت حالتها مستقرة نسبيا إلى غاية ليلة الأربعاء حيث اشتدت حالتها و بلغت حدها الأقصى لتلفظ أنفاسها الأخيرة في الصباح. و قبل وفاة الشاعرة كانت عائلتها و مجموعة من الجمعيات و المهتمين قد وجهوا دعوات و نداءات طلبوا فيه المسؤولين و وزارة الصحة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتها و التكفل بعلاجها و عدم تركها للمجهول سيما و أنها تعتبر من الرموز الثقافية للبلاد و قد قدمت الشيء الكثير ليس فقط للشعر و الفن الأمازيغيين و إنما ساهمت و باقتدار في إثراء المخيال الجمعي للمغاربة جمعاء، لكن الدعوات لم تجد صداها لترحل عنا صفية و تفتح معها صفحات جديدة قديمة من الإهمال و التمييز الغير المبرر الذي يطال لفنانين الأمازيغ، حيث ليست هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها فنانين و شعراء أمازيغ يموتون و في صمت، ما يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول ما مدى صحة و فعالية بطاقة التغطية الصحية للفنان! جدير بالذكر أن الشاعرة صفية أومحمد أوحدو الملقبة ب "أوتلوات" ولدت سنة 1946 بقبيلة إكليوا بتلوات إقليمورزازات، بدأت مسيرتها الفنية بأسايس ن أحواش، لتكون الوجهة بعد ذلك مراكش حيث التقت بعمالقة الفن و الشعر الأمازيغيين كالحاج محمد الدمسيري و الحاج عمر واهروش و محمد بونصير و الريسة فاطمة تالكريشت و خدوج تاوريكت و خدوج تاصويريت رحمة الله عليهم جميعا و غيرهم من الفنانين و الفنانات، ما مكنها من صقل موهبتها و مراكمة تجربة مهمة، ليسطع نجمها أوائل الستينات مع أغنية "واسييح أتاونزا" التي بثت لأول مرة على أثير الإذاعة الوطنية سنة 1965، تلتها نجاحات كثيرة مكنتها من أن تفرض اسمها و بقوة في الساحة الفنية الأمازيغية و تبصم على مسار فني متميز، توج بالمشاركة في العديد من المهرجانات داخل و خارج المغرب. رحم الله الفقيدة و أسكنها فسيح جناته، و إن لله وإن إليه راجعون.