بقلم : قمر الزمان محمد يزخر بلدنا الحبيب بفئة عمرية شابة مهمة كباقي الدول النامية أو ما يسمى بالعالم الثالث، على عكس أغلب الدول المتقدمة التي تعرف تراجعا مهولا في طبقتها الشابة ما سيؤدي لا محالة في المستقبل القريب إلى إصابتها بالشيخوخة . و الأمة تراهن على هذه الفئة و تعقد عليها الآمال في المستقبل من أجل تحقيق النهضة و النصر الموعود رغم كيد الكائدين من أعدائنا و حتى من بني جلدتنا، و قد تفطن أعدائنا إلى أهمية هذه الطبقة و دورها في صناعة التحول المنشود فأصبحوا يضربون لهذه الفئة ألف حساب و يعدون لها ما استطاعوا من الوسائل حتى تحيد عن مهمتها و تتحول إلى رقم عددي لا غير. و قد ظهر بشكل واضح دور هذه الفئة في أحداث الثورة الإيرانية و كذلك أحداث ما سمي بالربيع العربي، و السبب في ذلك راجع إلى ارتفاع الوعي لذا الشباب الإسلامي والإقبال على المساجد والالتزام بهذا الدين الحنيف, و لهذا نجد أن المستبدين يسارعون الى خنق كل حركة وصوت يدعوان إلى الانعتاق والحرية والعدل بالتعاون مع الغرب الحاقد الذي يشن في الآونة الاخيرة حربا ضروسا على كل المستويات لقتل بذرة الحياة في هذا الشباب الذي يقاوم الضربات تلو الضربات عقلا وقلبا وجسدا ، فأعدائنا من الغرب وأعوانهم من مستبدينا يسعون إلى فرض ثقافتهم وأساليب عيشهم وكذلك النماذج الاستهلاكية والقيم والمعايير والمعتقدات التي يؤمنون بها ، لكي نبقى أسارى في أيديهم يحركوننا كيف شاءوا ومتى شاءوا. وحقيقة الأمر أنهم نجحوا في غزوا شبابنا بوسائلهم المكرية ونماذجهم الاستهلاكية بحيث فعلوا في الشباب ما لم تفعله الذبابات والصواريخ. وقد صدق فينا قول الحبيب " لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ " و ما نتفق حوله تاريخا و واقعا أن أكبر أسباب كل هذا البلاء هو الاستبداد العاض والجبري الذي نخر جسم الأمة حتى أصبحت تتداعى عليننا الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها وكذلك علماء البلاط الذين ليس لهم ذمة لأنهم اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ليخدروا الشعوب بفتاوى وجوب طاعة أولي الأمر وترك الأبواب مفتوحة للغرب يدخل في أي وقت لتدمير هذه الثروة المهمة من الشباب التي لم تجد من يأخذ بيدها وينصفها ويربيها حتى يشتد ساعدها لتزيل الظلم عن هذه الأمة المقهورة لكن ...يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.