ظلت وباتت واصبحت الرشوة ومايشابهها من اوجه الفساد المقرف والمقزز ، وفضحه سر من اسرار المهنة يجر فاضحه إلا إلى ردهات المحاكم ،ولا حديث في الاقليم إلا عن تخليق الحياة العامة ، و التي بدونها لا يمكنه أن ينتعش ودون استئصال الورم الخبيث ، يزيد الجسم تسمما وضعفا و وهنا مهما تجرع من مضادات وأمصال، ان لم يكن تعميم قانون جزري، هدا الورم الخبيث اثقل كاهل شرائح المجتمع ولا مفر منه بات واجبا وطنيا مفروض على كل مواطن وكانه استفتاء وطني، والتخليق قرين باستقلالية القضاء ، اماالهروب والتملص من تنزيل مضامين الدستور حول القضاء ماهو الا تشجيع على تواصل السلب والنهب من تحت المعطف ، ولا من يحرك ساكنا ، ومن تجرا على فضح راشي ومرتشي، مصيره الاستنطاق لتسريب اسرار مهنية ، وكما قال الشاعر "اذا انقلب الزمان علا لعبد وسفل بالبطاريق الكبار" وكما قالت خربوشة في نقذها اللاذع "للقايد عيسى بن عمر"" رعاوين كاع زيدتيهم القدام" . فكل مستثمر،زائر ،وذو حاجة بإدارة معينه لا ينجو من نوبة عصبية إن تمالك نفسه قضى وطره، وإن ثارت ثائرته غادر مطلقا وبالثلاث ، وكل الأسباب دافعة لذلك وأينما حللت وارتحلت. وهذا تشخيص لواقع مرير لا يجب السكوت عنه ، من تلاعبات بمصالح المواطنين ومشاعرهم وكذلك أرزاقهم التي أفنوا أعمارهم وذاقوا الويلات لتحصيل تلك المبالغ وقساوة الطبيعة، خاصة للجالية المقيمة بأنحاء العالم المستائين من تصرفات رجال السلطة أقولها وأكررها، لأن بهم تستقيم الادارة وبهم تتخلق الحياة وبهم تدب الطمأنينة. فكم من مستثمر من الجاليات وبشراكة مع أجانب استقدموا للاستثمار بخريبكة وتعرضوا لنفس السلوك مما جعلهم يعودون أدراجهم ، وفي أذهانهم الصورة القاتمة على المغرب وعلى الدين الاسلامي، والدين برىء منا، ونحن من نعكف على اختيار ألوان صورته إن حسنا ملامحها ظهرت في أجمل حلة وإن أسأنا ظهرت مشوهة. وكما قلت بأن رجال السلطة هم مفتاح التخليق، ومن خلال تجربة سابقة واخذ ورد مع أحدهم بل جلهم وهنا نموذج حي بدءا من العامل ورئيس الدائرة وقائد القيادة وختما برئيس جماعة الكفاف الذي انضم الى شرذمتهم للسطو ونهب خيرات البلاد وميزانية الجماعة، وكل ذلك موثق بشكايات وشهود واعترافات بتقديم رشوة من طرف قائد قيادة الكفاف لتمكين شقيقته من التوظيف بالجماعة مقابل خمسة ملايين سنتيم استفاد منها خمسة أعضاء وهذا ما صرح به احد المستشارين لتلك الحقبة ولازال يباشر نفس الموقع الى يومنا هذا ، فان ستقاموا صلحت مهماتهم وان زاغوا فسدت اخلاقهم ، والداء لا يستشري في جسم الكل فهنالك اشراف رجال السلطة وهنالك أراذلهم ممن توفرت فيه تلك الخصال. فيا ترى هل من محقق لطموح الشعب ؟ والجاليات المستثمرة والتى فقدت كل مؤشرات الثقة وباتت الأزمة على الأبواب إن لم نقل دقت على الأبواب، مما بشر بمعطيات حول تقارير صادرة من منظمات دولية قاتمة وصادمة، والمكانة المرموقة التي بات يتبوؤها المغرب ، وصناديق الجماعات والمؤسسات تنهب في واضحة النهار والقضاء لا زال لم يأخذ منحاه الطبيعي لجر اولئك الناهبين والخارقين للقانون. متى نتخلص من الكابوس المزعج ؟ ومتى نصطاد تلك التماسيح والعفاريت؟ ومتى نلمس روح التضحية والوطنية ممن أوكلناهم شؤوننا عبر الصناديق؟ ومتى نسلك خطوات الغرب مادمنا نستورد مناهجهم ،وطرقهم في مجالات الادارة والمؤسسات ؟ ان هي صالحة لمجتمعنا ، تبنيناها واخرى نغض عنها الطرف لاتخدم مصالحنا من مواقعنا كمسؤولين وكبار الدولة مثل محاربة الرشوة بالقانون ، وكذا استقلالية القضاء الذي به ترسو دعائم الملك لان العدل أساس الملك. فمن أراد الله به خيرا فقهه في الدين. فالدنيا ماهي الا مرحلة وهي الى الزوال والغرب فاني والى الزوال ، ونحن ميتون لا محالة والباقي حي لا يموت ، وكما تدين تدان ، والكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،والمدونون كراما كاتبين، لا يعرفون رشوة ولاوساطة ولا نفوذ.